فكر الاديان قبل الاسلام ليس من الصعب على الانسان ان يتبين وجود خط رئيسى يفصل بين ماقبل الاسلام و ما بعد الاسلام, وهذا الخط فى عالم الاديان يشبة تلك الخطوط الفاصلة فى تاريخ الحضارة الانسانية , كالخط الذى اذن بحضارة المصريين القدماء , فالخط الذى بدأ الحضارة اليونانية , فخط ظهور روما و الحضارة الرومانية واخيرا الخط الذى وضع بذرة الحضارة الاوربية التى أتت اكلها فى القرون الخمسة التالية لها حتى يومنا هذا.الامر كذلك فى عالم الاديان , فهناك خط فاصل يميز الدين قبل الاسلام و بعده .قبل الاسلام كانت الالهة محلية ومجسمة .وكانت صور الله ترتبط بخصائص المحلية وتتقمص ابرز الكائنات فى كل دولة .فنجد فى مصر الثور , والقطط , وقرص الشمس ,وفى اليونان نجد الالهة ناسا كالبشر لهم نزوات البشر ولكن لديهم قدرات الالهة , وكان تزاوج الالهة بالناس وتناسلهم امرا مقررا ومألوفا . وعنه صدرت ابرز صور " الثالوث" قديما بعض الهة اليونان يتقمص شكلا بشريا ليتصل بأمرة جملية , وكان يمكن لابن هذه المرأه ان يكون " نصف اله " .......الخ وما تفيض به الميثولوجيا اليونانية او التارخ المصرى القديم.وحتى فى الاديان السماوية ,فنرى فى اليهودية انها تأثرت بطابع المحلية فجعلت الاهها اله بنى اسرائيل خاصا دون الامم الاخرى وهم شعب الله المختار على الارض .اما المسيحية فنرى فى فترة ازدهارها انها قد جاوزت نطاق المحلية وذلك لانها خلصت من التاثير بنظم دولية معينة كما انها هاجرت من مهبط رسالتها ولان ايضا محورها المحبة والرحمة و تخليص الروح بالبشارة و الايمان .الا انه عندما رفع الامبراطور " قسطنطين " الصليب على أسنة الرماح أخذت المسيحية طابعا أروبيا وتركزت فى روما , وفى الوقت نفسة فان صورة " الله " التى بشر بها السيد المسيح واتسمت بالبساطة نسخت بالصورة التى وضعها القديس " بولس " اليونانى الرومانى و التى كانت نوعا من الاسقاط الهلينى على المسيحية بحيث أصبح المسيح مزيجا من برومثيوس الذى سرق سر النار وقدمة للبشرية , فأوقع به كبير الالهة "زيوس" عقابا مروعا , ومن التطور الهلينى للديانة المصرية طوال عهد البطالمة وأخذت فيها شكل " ثالوث ألهى" .واهم من ذلك أن الاديان اصطحبت بالمعجزات واعتمدت عليها فى اكتساب ايمان المؤمنين , فكان لموسى عليه السلام معجزاته التى نقرأ عنها فى التوراة . وكان للسيد المسيح عليه السلام معجزاته التى نقرأ عنها فى الاناجيل بل ان هذه المعجزات لم تقتصر على الرسول المؤسس للديانة ولكنها امتدت الى اتباعه .ونلاحظ ايضا اقتران الاديان بالمؤسسة الدينية . كالمعبد الفرعونى وكهنته , و الهيكل اليهودى وأحباره , و الكنيسة المسيحية واكليروسها . لان شئون الدين كانت من الطقوسية والكهنوتية و التعقيد بحيث يفترض وجود هذه الواسطة بين عامة الناس وبين الدين واسراره وطقوسه ..... الخ.فضلا عن ان وجود هذا التركيب كان مريحا للجميع فالكهنة كان من مصلحتهم قيامه لانه يعطيهم صفة الوساطة بين الناس و الله و القوامة على شئون المعابد , وما يوقف عليها او يخصص لها من اموال .... الخ .أما الملوك و الحكام عقدوا صفقة مع الكهان و الاكليروس للهيمنة على الشعب و الناس , ولم يكن يضرهم ان يتنازلون عن جزء من ثرواتهم أو اختصاصاتهم لهؤلاء الكهنة لانهم يستطعون التأثير على الناس بما لا يستطعون هم .واستقرت هذه الصورة فى اذهان المفكرين وداسى الاديان , وكانت من اكبر الاسباب التى دفعتهم الى اصدار احكامهم القاسية على الدين .كما ان من شأنها ان تبعد الدين عن " العقل " لان صورة الله لاهوتية معقدة , ولان الايمان يقوم على معجزة ولان المؤسسه الدينية تحتكر الدين وتحول دون اى محاوله للتطرق اليه او اعمال العقل فيه .وظلت هذه المقومات الثلاث واقصد بها . الصورة المجسمة للاهوية , واعتماد الدين على المعجزات و الخوارق لاكتساب الايمان , ووجود المؤسسة الدينية مكونات اساسية لاى دين لايتصور دين بدونها .
ثورة الاسلام على الاديان .اختلفت الصورة تماما مع ظهور الاسلام فعند ظهورة قام بثورة جذرية قضت على المقومات الثلاثة التى اعتبرت مقومات اصلية لاى دين :اولا : الفكرة اللاهوتية الغامضة , او المجسمة , او المحدوده لله .قام الاسلام بتخليص البشرية من الصورة المعقد للالوهية من التجسيم الوثنى و التعقيد اللاهوتى و الافتراض الفلسفى . بل جعلها الاسلام كالمثل الاعلى ( ليس كمثله شىء) وكان هذا أمرا تتقبلة العقول حتى وان لم تستطع اثباته بادلة حسابيه أو براهين حسية .ان الاختلاف فى التصور الاسلامى " لله " عن التصور المسيحى أن المسيحية تأثرت بفكرة الثالوث المصرى القديم وروج له البطالمة الذين كانوا يونانيين يحملون رواسب الهلينبة و الاولمب , حيث يكون بعض الناس الهه وبعض الالهه ناسا .فى هذه الفترة بالذات ظهرت المسيحية وتأثرت بها على يدى "بولس " اليونانى الرومانى خصم المسيحية اولا ثم قديسها وبانيها ثانيا .فاصطنع ثالوثا يعود الى اصول مصرية .وفهم هذا الثالوث امر يصعب على العقل البشرى للخلط ما بين عناصر الطبيعة البشرية وعناصر الطبيعة الالهية خاصة عندما تتولى الكنيسة الشرح فلا تزيد الامر الا تعقيدا .اما فى حاله الاسلام جاء النظم القرانى المعجز فعرض صورة للالوهية دون تعسف او تكلف بحيث تتشربها النفوس وتطمئن اليها القلوب فهو " الله " الذى لا اله الا هو ليس كمثله شىء فى الارض و لا فى السماء و المثل الاعلى الاعظم المطلق الذى لا تلحقة اى صفه بشريه من صفاتنا المحدوده .وهذا التصوير حتى وان لم يحط العقل باعماقة و اطرافة , فليس فيه ما يرفضة العقل بل هو ما يوجبة العقل.وبهذا وجد القدر المطلوب من المعلوم , و القدر المطلوب من المجهول الذى لا يناقض العقل .وهكذا حل الاسلام تلك القضية الصعبة الحساسة حلا مثاليا فعرض الصورة التى تفهما العقول . وفى الوقت نفسة فانه لم يجعلة " معلومة " تفهم فهما فيقضى عليها .وحيث ان للعقل له القدرة للبحث فى مجال الماديات فان صفات الله وذاته او عالم ما وراء الطبيعة ليس من اختصاص العقل ولا يمكن للعلم الانسانى ان يدركة .ثانيا : قيام الايمان على اساس معجزة :كان الشىء الاول الغريب الذى جاء به الدين الاسلامى هو ان رسوله يدعو الناس للايمان به بقوه " كتاب " يتلوا عليهم اياتة فتخلقهم خلقا جديدا ..خلقا يثير الهمة ويضرم العزيمة ,ويوقظ العقل .وكان الناس الذين ألفوا حتى ذلك الوقت أن يأتى كل دين بمعجزة تحمل الناس على الايمان حملا , ويطالبون الرسول بهذه المعجزة (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )(37) الانعام (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)) الاسراء .(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)) الفرقان .وامام هذه المطالبات بالايات و المعجزات يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى :(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) العنكبوت . نعم ان مؤرخى السيرة يذكرون معجزات عديدة للرسول , ولكن لا يوجد نص واحد يدل عن ايمان احد بالاسلام بحكم معجزة و الصورة التى تتكرر هى الرسول ....يقرأ القرأن فيومن الناس مثل (عمر الخطاب ) والعديد من الصحابة . ولعائشة رضى الله عنها كلمة جملية قدر ماهى عميقة ( فتحت المدينة بالقرأن ) وقد كان هذا الفتح هو الذى كسب المدينة للاسلام وارسى فيها جذورة .ان اليد العظمى للاسلام على البشرية انه استنفد الايمان من قبضة المعجزات عندما جعل الوسيلة كتابا . وبعد ان كانت المعجزات هى التى تصنع الايمان اصبح الايمان هو الذى يصنع المعجزات . و بعد ان كان النهج المقرر فى الاديان ان يخضع العقل للمعجزة اصبح المعجزة تخضع للعقل . وفى تلك اللحظة الفريدة فى التاريخ لحظة نزول جبريل برسالة ( اقرأ) . حدث تلاق ما بين الاسلام و الفكر وانقدحت الحياة فى الاسلام كدعوه تقوم على الفكر , لانة ما دامت معجزتة " كتاب يتلى " فلابد من وجود صلة وثيقة بينه و بين عالم الفكر.ثالثا : وجود المؤسسة الدينية التى تحتكر التأويل و التفسير وتملك سلطة التحريم والتحليل والحكم على المعارضين وظهور المصالح الشخصية .جعل الاسلام العلاقة بين الفرد و الله مباشرة دون واطة , بل لقد حارب الاسلام سلطة الاحبار و الرهبان ورأى ان قيامهم بالتحريم و التحليل شرك . ورفض فكرة التوسل و الشفاعة وان يكون لاحد ما سلطة يقرب الاخرين الى الله زلفى . وقام بهد وتدميرا كل ما يمكن ان يذكر بالوثنية من تماثيل او نصب او قبور مشيدة . فالاسلام فى حقيقتة هدما شاملا لفكرة المؤسسة الدينية .وكان مما يتفق مع هذا ان لا يكون بيت العبادة. ففى المسيحية مثلا نرى ان الكنيسة لها تقاليد , ولا يمكن ان يقربها الا أحد افراد الاكليروس المؤهلين , لان ممارسة العبادة لها طقوس و اساليب و أسرار لا يتستطيع أى احد الالمام بها .لكن لابد أن يتعلمها فى مدارس تتبع الكنسية , ولا بد أن تعتمدها الكنسية الادنى , فالاعلى و لا يقف الامر عند هذا ,بل يقوم هرم ممرد قاعدته الشمامسة و القساوسة فى القرى وقمة " البابا " فى روما , الذى يسيطر على العالم المسحيى كله , والذى يتوج الملوك , والذى يصدر المراسيم الملزمة لانه رأس الكنيسة وحامل مفاتيح السماء . و الذى يملك " الحرمان " وهو نوع من الموت الروحى , وكانت العادة عند اعلانه أن توقد الشموع وتدق النواميس حتى يتلى امر الحرمان .وما ان يتلى حتى تطفأ الانوار وتقف الاجراي اشارة الى الموت الروحى لمن وقع علية الحرمان , ووصل هذا الحرمان الى الدرجة التى نالت أقوى الاباطرة عندما اضطر الامبراطور " هنرى الرابع " الى اللواذ بمقر البابا فى كانوسا 1077 م و الوقوف على بابه ثلاثة ايام حافيا حتى تنازل البابا وعفا عنه . و اصبح هذا المثال مثالا لاسوأ صور الخضوع و الاذلال .المسجد الاسلامى يختلف تماما عن الكنيسة , فالارض كلها مسجد طهور ولا يشترط لبنائة شروط معينة , و الشى الوحيد الذى يميزة وهو المنبر ليس الا ثلاث درجات خشبية يقوم عليها الامام حتى يراه المصلون فلا تحجبة الصفوف الاولى عن الاخيرة . وكل واحد ممكن ان يكون اماما مادام يحفظ بعض سور القرأن ولا تكون له سلطة على احد قبل الامامه او بعدها , ولما كانت الصلوات خمس فيغلب ان يؤديها الناس فى بيوتهم أو أعمالهم . فمنظر القروى المصرى الذى يصلى فى حقلة و الصياد على ساحل النيل و البدو يركع ويسجد فى وسط الصحراء و اخرون كثيرا فى الشوارع من المناظر التى لا يمكن ان تتكرر فى الاديان الاخرى .وهكذا قضى الاسلام على المقومات التى اصطحبت بالاديان الاخرى السابقة عليه وكانت فى اصل مقاومتها للفكر و العقل أو على الاقل عزوفعا عنه .واصبح الاسلام دينا مفتوحا , لايرفض فكر ولا يرفضة فكرا كان نقله من الظلمات (اى الجهل ) الى النور ( اى العلم ) وصالح لكل زمان ولكل مكان فكان الاسلام بحق ثورة فكريه فى تاريخ الفكر البشرى
ثورة الاسلام على الاديان .اختلفت الصورة تماما مع ظهور الاسلام فعند ظهورة قام بثورة جذرية قضت على المقومات الثلاثة التى اعتبرت مقومات اصلية لاى دين :اولا : الفكرة اللاهوتية الغامضة , او المجسمة , او المحدوده لله .قام الاسلام بتخليص البشرية من الصورة المعقد للالوهية من التجسيم الوثنى و التعقيد اللاهوتى و الافتراض الفلسفى . بل جعلها الاسلام كالمثل الاعلى ( ليس كمثله شىء) وكان هذا أمرا تتقبلة العقول حتى وان لم تستطع اثباته بادلة حسابيه أو براهين حسية .ان الاختلاف فى التصور الاسلامى " لله " عن التصور المسيحى أن المسيحية تأثرت بفكرة الثالوث المصرى القديم وروج له البطالمة الذين كانوا يونانيين يحملون رواسب الهلينبة و الاولمب , حيث يكون بعض الناس الهه وبعض الالهه ناسا .فى هذه الفترة بالذات ظهرت المسيحية وتأثرت بها على يدى "بولس " اليونانى الرومانى خصم المسيحية اولا ثم قديسها وبانيها ثانيا .فاصطنع ثالوثا يعود الى اصول مصرية .وفهم هذا الثالوث امر يصعب على العقل البشرى للخلط ما بين عناصر الطبيعة البشرية وعناصر الطبيعة الالهية خاصة عندما تتولى الكنيسة الشرح فلا تزيد الامر الا تعقيدا .اما فى حاله الاسلام جاء النظم القرانى المعجز فعرض صورة للالوهية دون تعسف او تكلف بحيث تتشربها النفوس وتطمئن اليها القلوب فهو " الله " الذى لا اله الا هو ليس كمثله شىء فى الارض و لا فى السماء و المثل الاعلى الاعظم المطلق الذى لا تلحقة اى صفه بشريه من صفاتنا المحدوده .وهذا التصوير حتى وان لم يحط العقل باعماقة و اطرافة , فليس فيه ما يرفضة العقل بل هو ما يوجبة العقل.وبهذا وجد القدر المطلوب من المعلوم , و القدر المطلوب من المجهول الذى لا يناقض العقل .وهكذا حل الاسلام تلك القضية الصعبة الحساسة حلا مثاليا فعرض الصورة التى تفهما العقول . وفى الوقت نفسة فانه لم يجعلة " معلومة " تفهم فهما فيقضى عليها .وحيث ان للعقل له القدرة للبحث فى مجال الماديات فان صفات الله وذاته او عالم ما وراء الطبيعة ليس من اختصاص العقل ولا يمكن للعلم الانسانى ان يدركة .ثانيا : قيام الايمان على اساس معجزة :كان الشىء الاول الغريب الذى جاء به الدين الاسلامى هو ان رسوله يدعو الناس للايمان به بقوه " كتاب " يتلوا عليهم اياتة فتخلقهم خلقا جديدا ..خلقا يثير الهمة ويضرم العزيمة ,ويوقظ العقل .وكان الناس الذين ألفوا حتى ذلك الوقت أن يأتى كل دين بمعجزة تحمل الناس على الايمان حملا , ويطالبون الرسول بهذه المعجزة (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )(37) الانعام (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)) الاسراء .(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)) الفرقان .وامام هذه المطالبات بالايات و المعجزات يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى :(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) العنكبوت . نعم ان مؤرخى السيرة يذكرون معجزات عديدة للرسول , ولكن لا يوجد نص واحد يدل عن ايمان احد بالاسلام بحكم معجزة و الصورة التى تتكرر هى الرسول ....يقرأ القرأن فيومن الناس مثل (عمر الخطاب ) والعديد من الصحابة . ولعائشة رضى الله عنها كلمة جملية قدر ماهى عميقة ( فتحت المدينة بالقرأن ) وقد كان هذا الفتح هو الذى كسب المدينة للاسلام وارسى فيها جذورة .ان اليد العظمى للاسلام على البشرية انه استنفد الايمان من قبضة المعجزات عندما جعل الوسيلة كتابا . وبعد ان كانت المعجزات هى التى تصنع الايمان اصبح الايمان هو الذى يصنع المعجزات . و بعد ان كان النهج المقرر فى الاديان ان يخضع العقل للمعجزة اصبح المعجزة تخضع للعقل . وفى تلك اللحظة الفريدة فى التاريخ لحظة نزول جبريل برسالة ( اقرأ) . حدث تلاق ما بين الاسلام و الفكر وانقدحت الحياة فى الاسلام كدعوه تقوم على الفكر , لانة ما دامت معجزتة " كتاب يتلى " فلابد من وجود صلة وثيقة بينه و بين عالم الفكر.ثالثا : وجود المؤسسة الدينية التى تحتكر التأويل و التفسير وتملك سلطة التحريم والتحليل والحكم على المعارضين وظهور المصالح الشخصية .جعل الاسلام العلاقة بين الفرد و الله مباشرة دون واطة , بل لقد حارب الاسلام سلطة الاحبار و الرهبان ورأى ان قيامهم بالتحريم و التحليل شرك . ورفض فكرة التوسل و الشفاعة وان يكون لاحد ما سلطة يقرب الاخرين الى الله زلفى . وقام بهد وتدميرا كل ما يمكن ان يذكر بالوثنية من تماثيل او نصب او قبور مشيدة . فالاسلام فى حقيقتة هدما شاملا لفكرة المؤسسة الدينية .وكان مما يتفق مع هذا ان لا يكون بيت العبادة. ففى المسيحية مثلا نرى ان الكنيسة لها تقاليد , ولا يمكن ان يقربها الا أحد افراد الاكليروس المؤهلين , لان ممارسة العبادة لها طقوس و اساليب و أسرار لا يتستطيع أى احد الالمام بها .لكن لابد أن يتعلمها فى مدارس تتبع الكنسية , ولا بد أن تعتمدها الكنسية الادنى , فالاعلى و لا يقف الامر عند هذا ,بل يقوم هرم ممرد قاعدته الشمامسة و القساوسة فى القرى وقمة " البابا " فى روما , الذى يسيطر على العالم المسحيى كله , والذى يتوج الملوك , والذى يصدر المراسيم الملزمة لانه رأس الكنيسة وحامل مفاتيح السماء . و الذى يملك " الحرمان " وهو نوع من الموت الروحى , وكانت العادة عند اعلانه أن توقد الشموع وتدق النواميس حتى يتلى امر الحرمان .وما ان يتلى حتى تطفأ الانوار وتقف الاجراي اشارة الى الموت الروحى لمن وقع علية الحرمان , ووصل هذا الحرمان الى الدرجة التى نالت أقوى الاباطرة عندما اضطر الامبراطور " هنرى الرابع " الى اللواذ بمقر البابا فى كانوسا 1077 م و الوقوف على بابه ثلاثة ايام حافيا حتى تنازل البابا وعفا عنه . و اصبح هذا المثال مثالا لاسوأ صور الخضوع و الاذلال .المسجد الاسلامى يختلف تماما عن الكنيسة , فالارض كلها مسجد طهور ولا يشترط لبنائة شروط معينة , و الشى الوحيد الذى يميزة وهو المنبر ليس الا ثلاث درجات خشبية يقوم عليها الامام حتى يراه المصلون فلا تحجبة الصفوف الاولى عن الاخيرة . وكل واحد ممكن ان يكون اماما مادام يحفظ بعض سور القرأن ولا تكون له سلطة على احد قبل الامامه او بعدها , ولما كانت الصلوات خمس فيغلب ان يؤديها الناس فى بيوتهم أو أعمالهم . فمنظر القروى المصرى الذى يصلى فى حقلة و الصياد على ساحل النيل و البدو يركع ويسجد فى وسط الصحراء و اخرون كثيرا فى الشوارع من المناظر التى لا يمكن ان تتكرر فى الاديان الاخرى .وهكذا قضى الاسلام على المقومات التى اصطحبت بالاديان الاخرى السابقة عليه وكانت فى اصل مقاومتها للفكر و العقل أو على الاقل عزوفعا عنه .واصبح الاسلام دينا مفتوحا , لايرفض فكر ولا يرفضة فكرا كان نقله من الظلمات (اى الجهل ) الى النور ( اى العلم ) وصالح لكل زمان ولكل مكان فكان الاسلام بحق ثورة فكريه فى تاريخ الفكر البشرى
اسلام محبه
أخى الحبيب الأستاذ excopts جزاك الله كل خير على ما تقدمه للإسلام ، وكتاباتك الطيبة التى تنم عن إنسان مخلص يحب الله ورسوله . بالنسبة لموضوعك الرائع اليوم .. فالإسلام ليس ثورة .. وإنما هو دعوة إلهية تريد تخليص الناس من عبادة الأوثان والشهوات ، والانتقال إلى عبادة الله الواحد القهار ..
ردحذفالعجيب أن قساوسة وقمامصة النصارى من الأعباط ، لا يجدون حرجاً من ازدراء الإسلام والتشهير بالإسلام ظلماً وعدواناً ، بينما هم غارقون فى وحل الوثنية والرذيلة والاختلاس وهتك الأعراض ..
ما أجمل قول المفكر النصرانى المستنير " هانز هنينج أتروت " : " سأخُط هذا الإتّهامِ الأبدىِ لما يُسمى بالمسيحيةِ على كُلّ الجدران ، حيثما وُجد حائط يُمكننى أن أكتب عليه سأكتبها بحروف يستطيع حتى الأعمى أن يراها.... إننى أَدْعو المسيحيةً بأنها اللعنة العُظمى ، الفساد الأكبر المُستشرى حتى النُخاع ، و أخطر شهوة للإنتقام ؛ لدرجة أنه لا يوجد شيئ واحد يُمكن مُقارنته بها فى درجة الحقد، الغموض، السريّة ، و الوضاعة إننى أَدْعوها بالوصمة الوحيدة اللانهائية فى تاريخ الجنس البشرىّ." أ.هـ
وهذا رابط المفكر الكبير :
http://www.bare-jesus.net/atricksindex.htm
أخى الحبيب excopts أدعو الله أن يرزقك الفردوس الأعلى ويثبتك فى الدنيا والآخرة ويجمعنا بك وجميع الأحباب بصحبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، فى جنات تجرى من تحتها الأنهار . آمين .
أخوك / محمود القاعود
اخى العزيز محمود القاعود
ردحذفالاسلام هو ثوره اطاحت بالمفاهيم القديمه للاديان الوثنيه ومن بينها المسيحيه فلد اطاح بمفهوم رجل الدين ووساطته بين العبد والله حتى ان مارتن لوثر مؤسس المذهب الانجيلى الغى الكهنوت والقساوسه .
وشكرا لمادخلتك القيمه
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفاشكرك اخى العزيز excopts على هذا الموضوع القيم
ماشاء الله عليك
ردحذفمبروك الإسلام
الحمدلله ربي هداك للإسلام الذي هو طريقك الى الجنه ان شاء الله
عزيزي ياليت تحاول تدعو المسيحيين للأسلام
بالتوفيق
اخى هنئك الله بالاسلام من افضل ماقراته في حياتي وفقك الله لنصرة دينه
ردحذف