يبدوا أن سياسة الهروب للأمام التي يتبعها شنوده دائما في مصائبه وكوارثه على الوطن لم تفلح هذه المرة .
فالرجل الذي طالب إبان أزمة مسرحية الفسق في الإسكندرية بإذاعة المسرحية في التلفزيون المصري لأنها تحارب الإرهاب , والذي اعتكف حتى تعتذر له الدولة على فضائح برسوم المحرقي الجنسية , لم تفلح طرقه الملتوية في تخطي أزمة الطلاق في الكنيسة .
خطة شنوده الخبيثة كانت تقوم على تبادل الأدوار عن طريق الضغط على النظام المصري المهترئ , لإقرار قانون يلزم الدولة وجميع الطوائف المسيحية الأخرى بأفكار شنوده الشاذة حول الطلاق والزواج الثاني, ومن ثم يصبح شذوذ شنوده هو القانون وعلى الدولة والمخالفين والطوائف الأخري أن يذهبوا إلى الجحيم سويا.
حالة الغضب المفتعلة التي أضرم نارها شنوده بعد الحكم المحكمة الإدارية العليا كانت تهدف بالأساس لإيجاد حالة من الصخب واللغط تسمح بمرور القانون "الشنودي" دون انتباه أصحاب الحق .
وبالفعل بدأت الدولة بصورة عاجلة وبأمر رئاسي – كالعادة- في إعداد القانون , وكادت خطة شنوده الخبيثة تفلح , لكن تأتي الريح بما لا تشتهي السفن.
فقد أنتبه البروتستانت والكاثوليك لخطة الرجل , وسرعان ما أرسلت ممثلين عنهما لوزارة العدل التي أقرت بحقهم في الإنضمام للجنة إعداد القانون , ثم طالبت الطائفة المعمدانية الحديثة بالانضمام للجنة وهددت باللجوء للقضاء في حالة تجاهلها, وأمس طالب البهائيون أيضا بالانضمام للجنة .
وانكشف هنا أول أكاذيب شنوده حيث أعلن سابقاً أن جميع الطوائف المسيحية موافقة على قانونه , فقد أعلن الكاثوليك رفضهم للقانون بإعتباره يسمح بالطلاق لعلة الزني وهو ما ترفضه الكنيسة الكاثوليكية التي كانت أكثر تمسكا بالنص "ما جمعه الرب لا يفرقه العبد"
وراحت الكنيسة البروتستانتية تعلن أيضا رفضها للقانون لأنها يحصر الطلاق في علة الزني وتغير الدين وهو ما ترفضه الكنيسة البروتستانتية التي كانت أكثر واقعية في التعامل مع النصوص وأباحت الطلاق في عدد من الحالات الأخرى, ليس هذا فحسب بل رفضت حرمان الزاني من الزواج مدى الحياة ,كما تعتقد الكنيسة الأرثوذكسية.
انقلب السحر على الساحر ,وبات شنوده في مأزق من حيث طلب النجاة , فبين نيران 300الالف حالة طلاق في الكنيسة , وحكم قضائي نهائي نافذ لا يستطيع رئيس الجمهورية نفسه إلغاءه ,وطوائف متربصة ترفض الانسياق وراء شذوذ شنوده الفكري والديني , وحلفاء علمانيون غاضبون من ضرب الحائط بكل قيم المدنية والعلمانية , حتى أتباع شنوده أنفسهم يتذمرون من تشدد شنوده وكان هذا واضحا حين دعى شنوده نفسه للتظاهر احتجاجا على حكم المحكمة ولم يحضر سوى أقل من ألف شخص غالبيتهم من موظفي الكنائس وفرق الكشافة .و بات شنوده في ورطة حقيقة ,وأخذ مأزقه يتسع يوما بعد يوم .
لا يملك شنوده الان سوى الجعجعة الفارغة أمام كاميرات الإعلام عن التمسك بالإنجيل ,بينما لم يخبرنا "قداسته" لما طرح إنجيله أرضا تحت أقدام هالة صدقي فسمح لها أولا بتغير ملتها ,ثم العودة للأرثوذكسية مرة أخرى ثم منحها تصريح بالزواج الثاني دون بقية النصارى المعذبين !!
والأغرب أن شنوده قدم سرا تصريح زواج ثاني لهاني وصفي الذي قضت له المحكمة الإدارة بحق الزواج الثاني , وزعم محامي البابا أن التصريح كان موجوداً في الكاتدرائية منذ زمن لكن المدعى لم يحضر لإستلامه!!
ليس في جعبة شنوده الان سوى الضغط على الدولة لتمرير القانون بصورة تحفظ له كبريائه وتسلطه ,أو ترحيل المشكلة حتى يرثها خلفه بعد هلاكه , وليذهب المعذبون إلى الجحيم.
وفي كتابهم نقرء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق