Submit URL Free to Search Engines مدونة أقباط سابقون: التفنيد العقلانى للثالوث

الخميس، 4 مارس 2010

التفنيد العقلانى للثالوث

في هذا المقال سوف نناقش مايعرف بالثالوث الاقدس المسيحي حيث يقع هذا البحث في غالبه ضمن الفلسفة الالهية وبالتحديد في معنى وحدانية المبدأ الاول وهل هذه الوحدانية هي وحدانية جامعة مانعة كما يقول انصار الثالوث ام انها لايمكن ان تكون كذلك؟
في البداية من يطالع المواقع المسيحية يجد ان المسيحيين يشغلون انفسهم لدى الحديث عن الثالوث اما بالرد على المسلمين عن طريق توضيح ان التثيلث ليس هو عبادة الهة متعددة كما يقول القرآن وانما هي معنى اخر اعمق من هذا او تجدهم يعتمدون الاسلوب "النقلي" على طريقة الكتاب المقدس يقول كذا وكذا، اذن الثالوث الاقدس صحيح !!!
ولكن هذا لايعني ان الثالوث لايقوم على فكرة فلسفية معينة لا بل هو كذلك !...على اي حال يقول المسيحيون في شرح عقيدة الثالوث:
اقتباس
(الثالوث المقدس هو ليس تعددية فى الجوهر و انما تعددية فى داخل الجوهر الواحد فنحن نؤمن ان الاب و الابن و الروح القدس هم واحد و ليسوا ثلاثة و لكن فى الجوهر و ايضا نؤمن انهم ثلاثة و لكن اقنوميا و ليس جوهريا و ذاتيا فالاب ليس هو الابن ليس هو الروح القدس اقنوميا و لكن الاب هو الابن هو الروح القدس ذاتيا و جوهريا)

هذا النص فيه عدد من الادعاءات التي تستحق المشاهدة اولها قوله ان الله جوهر، نأتي الان لنر هل يمكن ان يكون الله جوهر ؟
في البداية ماهو الجوهر؟
الجوهر يعرف على انه ماهية اذا وجدت في الخارج وجدت لافي موضوع مستغنٍ عنها في وجوده.
ماذا يعني هذا؟؟؟
هناك بعض الموجودات تحتاج في وجودها الى موضوع بحيث لاتكون قائمة بذاتها مثل: الاحمر، الاخضر العدل المساواة السلام فعندما يقول احدهم جاء احمر او يقول: الاحمر موجود، فاننا سنستغرب من هذه الجملة لان الحمرة صفة لابد لها من موصوف فلايمكن ان يكون هناك حمرة بلا موضوع يحمل الحمرة كأن نقول السيارة حمراء فهذه الصفة اللونية نقول انها محتاجة الى موضوع ونقول انها غير مستقلة ونقول انها غير قائمة بذاتها ونسميها: عرض. فالعرض مايكون قائم في موضوع ويكون الموضوع مستغن عنه فنحن نعلم ان صفة البياض للورقة يصح سلبها عن الورقة يعني الورقة ممكن ان لاتكون بيضاء فتكون زرقاء مثلاً او خضراء، فمايكون قائم في موضوع ويكون الموضوع مستغنٍ عنه نسميه عرض.
اما الجوهر فهو ما لايحتاج الى موضوع بل يكون مستقل بذاته وقائم بذاته ولانعني بهذه الجملة انه غير معلول مثلاً او انه واجب وجود بل نعني فقط انه لايحتاج الى موضوع ليصح الحمل عليه، مثلاً الانسان جوهر ...المادة جوهر...الجسم جوهر.
طيب الجوهر ماهية.
يعني بناءاً على كلام المسحيين فان الاله ماهية، فينتقل الحديث الان الى هل يمكن ان يكون الاله ماهية او انه لايمكن ان يكون الاله ماهية؟
ماهي الماهية:
الماهية (بالمعنى الاخص) مايقال في جواب ماهو، مثل ماهو الانسان؟ الانسان هو حيوان ناطق، فيقال ماهية الانسان هي الحيوانية الناطقية.
والماهية امر اعتباري وهي حد الوجود فالوجود اما ان يكون محدود او يكون غير محدود فان كان محدود فحدوده هي ماهيته.
نأتي الان لشرح الجملة السابقة:
قلنا ماهية الانسان هي الحيوانية الناطقية.
نحن نحكم ان الحيوانية هي مفهوم اعم من الانسان لان الحيوان قد يكون غير انسان كأن يكون فرس او جمل او طير فعندما نعرف الانسان بانه حيوان فنحن نعرفه بماهو اعم منه اي نعرفه بحسب الجنس الذي ينتمي اليه ونسمي الحيوانية هنا بالجنس.
ثم نقول الناطقية وهي مفهوم مساوٍ للانسان فلايوجد ناطق غير الانسان فهنا فصلنا الانسان عن ماسواه من الحيوانات فهو الوحيد الذي يكون ناطق فنسمي الناطقية هنا: الفصل، والانسان من حيث هو ماهية لايمكن ان يتجاوز الحد الذي عرف به من جنس وفصل (ويسمى هذا تعريف بالحد) فالانسان لايمكن ان يكون غير حيوان، فهو محصور في حدود الحيوانية ولايمكنه ان يتجاوزها، فاذن الماهية حد تحدد الموجود فالانسان محدود بحد الحيوانية الناطقية ولايمكن ان يكون الانسان اعم من مفهوم الحيوان بل لابد ان يكون داخل في مفهوم الحيوانية.
طيب ما الذي يقيد الموجود بماهية؟؟؟ اقصد ما الذي يجعل للموجود حد يقف عنده ولايتجاوزه؟؟؟
قلنا ان الانسان حيوان فاذن هو محدود بحد انه لايمكن ان يكون غير حيوان. وقيد "غير حيوان" هو قيد عدمي فاذن العدم هو مايقيد الموجود ونسميه "العدم المقيد"
مثلاً
انت كانسان غير طائر اي ان صفة الطيران عندك معدومة فانت محدود بقيد عدمي هو عدم كونك طائر. هذا حد عدمي.
انت كانسان غير خالد اي ان صفة الخلود عندك معدومة اي انت محدود بعدم الخلود.
وقس على هذا.
والمطلوب من القارئ الان هو التأمل في الاسطر لسابقة قبل الاستمرار الى المرحلة اللاحقة.

وعندما يكون لموجود ما صفات مسلوبة منه او صفات سلبية فانه يكون فاقد للكمال لان الكمال لايكون بصفة سلبية بل ان كل صفات السلب مسلوبة عن الموجود الكامل فهل نصف بالكامل من يكون غير عالم مثلاً؟؟؟
فوصفنا لشيء ما بانه غير عالم هو حد وهو سلب لصفة كمال وجودية هي العلم فمثل هكذا موجود محدود بحد عدمي لايكون كامل.
الاله هو ذاك الموجود الجامع لكل كمالات الوجود فهل بناءاً على هذا التعريف يمكن ان يكون له حد؟ ان وجوب الوجود عند الواجب هو مناط الغنى الصرف والكمال المطلق فهل يمكن ان يكون للواجب حد ماهوي؟؟؟
هل يمكن ان يكون للاله ماهية؟
بالتأكيد لا !
واذ لم يكن ماهية فهل يمكن ان يكون جوهر؟؟؟
لا ايضاً
اثبات اخر:
اذا كان للاله ماهية فان وجوده سيكون عارض على ماهيته لان الوجود زائد على الماهية عارض عليها وكل عارض معلول، محتاج الى علة ولاتخلو العلة بالنسبة للاله عن امرين اما ان تكون علته ذاته او تكون علته خارجة عن ذاته فان قيل علته خارجة عن ذاته صار معلولاً بينما المفروض ان الاله غير معلول والمفروض ان يكون غنياً غير محتاج ومتكأ في وجوده على غيره، وان قيل علته هي ذاته فان العلة متقدمة على معلولها والمعلول متأخر عن علته، فاذا كان وجود الاله معلول بذاته لنتج عنه اجتماع المتقدم والمتأخر اي انه سيكون متقدم على نفسه وهو محال فان قيل ان وجوده في مرتبة ذاته الاولى غير وجوده في مرتبة ذاته الثانية فنقول هل وجوده في تلك المرتبة عارض على ماهيته او لا؟؟؟ ثم ننقل الحديث الى المرتبة السابقة وهكذا الى مالانهاية وهو التسلسل الممتنع. فكلا الفرضين محال فيثبت عندنا ان الاله لاماهية له.

الامر الاخر هو قولهم بالتعددية في داخل الجوهر وقد ثبت عندنا ان الاله لاماهية له فاذا كان لاماهية له فكيف يتمايز؟؟؟ التمايز بماذا يكون؟ يكون بالحدود فاذا كان الموجود غير محدود باي حد فكيف يكون متمايز؟
وامر اخر اننا سنسأل المسيحيين هل توجد جهة اشتراك بين الاقانيم الثلاثة ام انه لاتوجد جهة اشتراك؟؟؟ اذا قالوا لاتوجد جهة اشتراك فيكون جوابنا لايمكن انتزاع مفهوم واحد من مصاديق مختلفة من حيث هي مختلفة اي لايمكنك ان تقول عن ثلاثة اشياء مختلفة تماماً انها واحد بلا وجود جهة اشتراك فيما بينها، فانت مثلاً لايمكنك ان تنتزع مفهوم الحيوانية من الانسان والحجر لانه لايوجد جهة اشتراك بين الانسان والحجر في الحيوانية ولكن يمكن في مايخص الانسان والفرس لانه توجد جهة اشتراك بينهما في الحيوانية. وهذا يعني انه لايمكن ان تكون هذه الاقانيم اله واحد.
فان قالوا انه توجد جهة اشتراك وهم يثبتون ان الاقانيم متمايزة فيكون عندنا جهة اشتراك وجهة امتياز ومابه الاشتراك غير مابه الامتياز (لان العلم ليس هو الحياة وليس هو القدرة) فلازمه التركب ولازم التركب الحاجة الى الاجزاء وهذا بخلاف الوجود الذاتي الذي هو مناط الغنى الصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق