فى عام 1958 فى دير يُسمى (مارسابا) فى المنطقة الجنوبية الشرقية مِنْ القدس كان أحد طلبة درجة الدكتوراه الأمريكيين يقوم بجرد و فهرسة مكتبة الدير و التى كانت تحتوى العديد من الكتب و الوريقات القديمةِ المخزونة لقرونِ فى أقبية هذا الدير. و فجأة يَجِدُ ثلاث صفحاتَ تم إلحاقها فى ظهر غلاف أحد الكتب. و كان من الواضح أن تلك الوريقات الثلاث لا تُمثل جزءاً من هذا الكتاب الذى يضمها بين دفتيه. كانت الوريقات تحوى رسالة مُعنونة (إلى تيودور). و أيقن الباحث الشاب بأنه قد توصل إلى إكتشاف قد يؤدى إلى نتائج بعيدة المدى. و حمل الشاب تلك الصفحات الثلاثة معه عائداً إلى أمريكا حيث عرضهم على أستاذِه. و الأستاذ بدوره أيضاً أدرك أهمية ذلك الإكتشافِ و عبّر عن شعوره لتلميذه بهذه الكلمات: الله وحده يعلم مدى التأثير الذى سيُحدثه إكتشافك هذا؟ ...و لكن قبل أن نخوض فى سرد التفاصيل المُتعلقة بذلك الإكتشاف الذى تُحاول الأوساط اليسوعية (المسيحية!) إثبات تزويره أو التغاضى عنه كلية، دعنا نناقش بعض الملاحظات:
· بالنسبة لأى مُراقب عابر يتابع الطريقة التى يتصرف بها الضالون اليسوعيون (المسيحيون!) فى العلن ، فإنه بالتأكيد سيتّكون لديه الإنطباع بأن اليسوعية (المسيحية!) هى مُنظمة عالمية تشكو من أنها تُعانى بإستمرار من إضطهاد الطوائف البشرية الأخرى لها لا لشيئ إلا أنها تنشد الحقيقة . إذ يَتظاهرُ الضالون اليسوعيون (المسيحيون!) بصفة عامة تجاه الآخرين الذين لا ينتمون إلى طائفتهم (أو عصابتهم !) على أنهم إناس طيبون ، بسطاء و بعيدون تماماً عن العنف أو إيذاء الآخرين و أنهم فقط يمتلكون الحقائق و يُحاولون تمريرها للآخرين . و هى صفة مشهورة عنهم و يُروجون لها باستمرار. هذا إلى جانب أنهم يهتمون بالنواحى الإنسانية و الإحسان إلى غيرهم من بنى البشر و يتمثل هذا فى تقديم المساعدات إلى المرضى أو المُعاقين. و هذا ما دأبوا على التظاهر به دائماً و إلى يومنا هذا. و هم يزعمون أنهم مُضطهدون فقط لا لشيئ إلا لأنهم لا يقولون إلا الحقيقة.
· هذا هو مُلخص الأقنعة التى يُحاول أولئك الضالون إخفاء وجوههم و نواياهم الحقيقية خلفها. إذ إنهم دائماً ما يتعمدون أن يظهروا بمظهر الضحايا و الشهداء نتيجة لإعتداءات غيرهم من البشر عليهم لا كمُعتدين و مُتمرسين فى الإجرام.
· لا يوجد مكان فى العالم يضم يسوعيين (مسيحيين!) لا يحتفلون بذكرى (شهداء !) راحوا ضحية عنف و تعسف غيرهم من بنى البشر ، تماماً بالضبط كما أنه لا توجد كنيسة كاثوليكية أو أرثوذوكسية واحدة بدون ظهورات و خوارق يتم نسبتها للعذراء مريم!.... و فى نفس الوقت لا يوجد فى العالم كله تخليد لذكرى ضحية واحدة من ضحايا العُنف الصليبى (المسيحى !) الذى فاق ، بكل تأكيد، كل الحدود فى العنف و القسوة و المجازر تجاه بنى البشر . ذلك أنهم يحتفظون إلى الأبد بذكرى ضحاياهم (شهداءهم المزعومين) و يزيدون عليها و ينسجون حولها الأساطير، و ينسبون إليها كل ما من شأنه الإعلاء من قيمتها الإنسانية . بينما ، فى الوقت نفسه ، يعتمدون على نسيان باقى العالم لضحاياه الذين أبادوهم هم (المسيحيون!) بأيديهم. بل أنهم دائماً ما يُدلسون على العالم أجمع بتسويق الفكرة الزائفة أو الإعتقاد الكاذب بأن نبيهم و إلههم المزعوم قد مات ظلماً و بدون أى خطيئة نتيجة لإضطهاده ممن عاصروه من اليهود و حسدهم له. و لكن بالتدقيق فى الأمر من جانب المُراقب الذى يبغى الحقيقة و ينظر إلى ما وراء المظاهر و الأقنعة الخادعة ، فإن الأمر ينقلب تماماً و يظهر أن ما خفى هو على عكس الظاهر أو على عكس تلك الإدعاءات ، أو بالأحرى الأكاذيب، تماماً.
· و هكذا فإنه من الجلى أن:
- الحقائقَ تُمثل خطرَ ماحق يُهدد كيان العقيدة اليسوعية (المسيحية!)، بالرغم من أنّهم يُحاولون أن يًُعطوا الإنطباع بأنهم على إستعداد للمُعَاناة وحتى للمَوت من أجل الكشف عن الحقيقة.
- أن اليسوع، ذلك النبي أو الإله اليسوعى (المسيحى!) الذى لا يتم توقيره بإعتباره ناقل لكلام و تعاليم الله فقط ، مثلما يوقر اليهود أنبياءهم أو يوقر المسلمون رسولهم، بل يتم عبادته كإله أو كشريك لله ، قد أقر بالحقيقة التالية لأتباعه:
يوحنا 16 : 12:
(إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. )
و هذا تناقض واضح ، فأصحاب مُعتقد يُروج أتباعه بأنهم على إستعداد للتضحية بأرواحهم و على إستعداد لتحمل كافة أصناف المُعاناة من أجل إظهار الحقيقة، هم أنفسهم الذين يقول عنهم نبيهم أو إلههم المزعوم أو ذلك الشخص الذى يستعبدهم لحسابه الخاص، أنهم لا يستطيعون تحمل الحقيقة أو حملها مُطلقاً، لذا فهو يحجبها عنهم. يا الله، أنظروا إلى هؤلاء الذين يحرصون على الحقائقِ …!
فى الواقع، إن الحقائق تفضح هؤلاء . بل أكثر من هذا ، فهذه الفقرة من إنجيل يوحنا تُعتبر فْضيحة و إظهار للوجه الحقيقى لهذا المُعتقد منذ أول لحظة لوجوده . ثم منّ هو الذى يفضحهم و يكشف أمرهم..... إنه ذاته نفس الشخص الأعظم مكانة لديهم....إلههم بنفسه.
و هكذا نكون قد قدمنا الدليل على أن :
· الحقائق دائماً ما كانت تُمثل أعظم المخاطر التى تُهدد الأفراد التابعين لتلك الطائفة اليسوعية (المسيحية!) منذ أول لحظة فى تكوينها أو وجودها.
· نبى أَو إله أولئك الضالين اليسوعيين (المسيحيين!) قد قال الحقيقة بالفعل، تلك التى ضنّ على أتباعه المُقربين بها كما جاء فى يوحنا 16 : 12
· أن هؤلاء المُنافقين الإنتهازيين ، يُمكن أن تفضحهم الحقائق و بالتالى لكيلا يقعوا فى المشاكل، فعليهم إضطهاد الحقائق أينما كانت، فالحق يقتلهم !
علاوة على ذلك، فمن الواضحُ أن تلك الطائفةِ اليسوعية (المسيحية!) تَزْعمُ أنها تتعرض للإضطَهادَ بصورة لم يسبق لها مثيل فى العالم و أنه لا يوجد طائفة أخرى تُقابل بالإضطهاد الذى تُعانى منه الطائفة اليسوعية (المسيحية!).
و فى المُقابل نجد أن تلك الإدعاءات اليسوعية (المسيحية!) بالإضطهاد تتناقض مع الوحشية و القسوة التى تعامل و يتعامل بها اليسوعيون (المسيحيون!) دائماً مع غيرهم من بنى البشر.
ففى الحقيقة (تلك التى يضطهدها اليسوعيون (المسيحيون!) ، أن الطائفة اليسوعية (المسيحية!) تُمارس ، منذ قديم الزمان، التعذيب و القتل و الإضطهاد لمن ينشقون عنها أو من ينافسونها فى إدعاء أنهم يمتلكون الحقائق....و لقد فاقوا الجميع فى ذلك. فلا يوجد أى تنظيم إرهابى وصل فى جرائمه إلى الحد الذى تمادت فيه الصليبية اليسوعية (المسيحية!). و فى الوقت نفسه ، فإن تلك الطائفة تُزيف هذه الحقائق فى وقاحة مُنقطعة النظير ، و تدّعى الطُهر و البراءة على النقيض من حقيقتها تماماً.
على كل حال ، دعونا نَعُودُ إلى رسالةِ كليمنت. هذه الرسالةِ المَذْكُورةِ هى خطاب موّجه من أحد الآباء المَسِحِيِّين الأوَائِلِ إلى زميلِ له (تيودور). و من خلال فحوى تلك الرسالة يُمكن فهم أن هذين الضاليّن يتباحثان فى كيفية مُجابهة طائفة أخرى إنشقت عن طائفتهم اليسوعية (المسيحية!) الصليبية و أصبحت مُنافسة له. و من الواضح أن أفراد تلك الطائفة المُنشقة يعرفون الكثير عن الشذوذ الجنسى لليسوع. و هذا الخطاب يُلقى الضوء على الظلام الحالك الذى يكتنف كيف كان هؤلاء الآباء (القديسون!) يستخدمون أساليب مُنحطة من أجل وضع عُصابات سوداء على أعين أتباعهم حتى لا يروا إلا الظلام الذين يُريدون هُم (أولئك الآباء المسيحيون الأوائل الضالين المُضِلين) لهم (أولئك الأتباع المُضَللين أو الخراف !) أن يعيشوا فيه لكى يتسنى لهم أن يسحبوهم كالبهائم العمياء إلى حيث يريد هؤلاء (القديسون الضالون أو رُعاة الخراف أو الخنازير !). و من الواضح أن كلاً من هذين الضاليّن (كليمنت و تيودور) يُعانيان من مشكلة كبيرة : كيف ينبغى عليهما طمس الحقيقة و التخلص منها؟...و هذا يتضمن كيفية فعل ذلك و/أو إلى أى مدى يُمكن لأى منهم أن يمضى فى سبيل تحقيق ذلك الهدف؟.
إن فحوى الرسالة تتعلق بإنجيلِ سرىّ أو مخفى منسوب إلى مُرقس ، ذلك الشخص صاحب الإنجيل المعروف المنسوب إليه ضمن ما يُسميه الضالون اليسوعيون (المسيحيون!) "بالعهد الجديد". ففى ذَلِك الوَقت، بل و حتى إلى وقتنا هذا، قلة من الصليبيين (المسيحيين!) هى التى بالكاد تعرف عن وجود إنجيل آخر كتبه مُرقس. ذلك الإنجيل الذى تم إخفاءه فى سريّة تامة و بحرص شديد بحيث فُقد أثره تماماً. و ربما تم تدميره بعدما خرج غالبية المصريين من هوّة الإيمان بالعقيدة الصليبية اليسوعية (المسيحية!) و تخلصوا من غسيل المُخ الذى سببته لهم على مدى قرون عديدة، و إتجهوا للإيمان بالدين الجديد (الإسلام).... ربما وقتها سارعت كنيسة الأسكندرية، و قد أحست بالخطر و إحتمال إنكشاف المستور، إلى تدمير كل الأدلة على وجود مثل هذا الإنجيل الذى كانت تحتفظ به سراً.
دعونا نُعيد عقارب الساعة إلى الوراء لألفى عام مضت، إلى بدايات العقيدة اليسوعية(المسيحية!) الأولى. فلقد تكررت الإنشقاقات التى حدثت عن هذه الطائفة الوليدة. فالكثير من تلك الطوائف المُنشقة كانت لا تُريد الدخول فى مواجهات مفتوحة مع الأديان الوثنية التى يتعايشون معها ، تلك الأديان التى كان يُحرضهم الآباء المؤسسون (رُعاة الخراف أو الخنازير) لتلك الطائفة على كُرههم و إحتقارهم بل و العنف إزاءهم. و بالإضافة إلى ذلك ، فإن الكثير من المُنشقين أو الطوائف المُنشقّة تمردوا على ذلك القمعِ الجنسى و التوصية بالتخلى عن الشهوات (من أجل ملكوت السماء!) ، تلك التى كان يُجبرهم عليها رُعاة الخراف أو الخنازير من الآباء اليسوعيين (المسيحيين!) الأوائل.
و نجد فى رؤيا يوحنا، اليسوع يتكلم بقسوة فى حق طائفة النُّقُولاَوِيِّينَ و يُحذر أتباعه منها:
رؤيا يوحنا 2 : 6
(وَلَكِنْ عِنْدَكَ هَذَا: أَنَّكَ تُبْغِضُ أَعْمَالَ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّتِي أُبْغِضُهَا أَنَا أَيْضاً.)
ها هو اليسوع لا يلتزم بضبط النفس ، بل و يفقد أعصابه. دعنا نُقارنُ:
لوقا 6 : 27
(لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ )
ها هو الإحسان إلى أعدائه! إنه يُحرض أتباعه عليهم. و لكن على أية حال، فهذا ليس موضوعنا. و لكن العقاب يطال أيضاً تلك الجالية اليسوعية (المسيحية!) الصليبية التى تأسست للتو فى برجاموس، ذلك لأنها تتشابه فى الأفكار التى تتبناها مع مُعتقدات أولئك النقولاويين ...
رؤيا يوحنا 2 : 12
(وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَرْغَامُسَ: «هَذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ السَّيْفُ الْمَاضِي ذُو الْحَدَّيْنِ.)
ها هو يفقد أعصابه و يُهدد بسيقه ذو الحدين!
بل أن يسوع يَفْقدُ ضبط النفس بالكامل و يتمادى فى التهديد و الوعيد إزاء الطائفة التى تتبع النبيّة إيزابيل:
رؤيا يوحنا 2 : 20
(لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّكَ تُسَيِّبُ الْمَرْأَةَ إِيزَابَلَ الَّتِي تَقُولُ إِنَّهَا نَبِيَّةٌ، حَتَّى تُعَلِّمَ وَتُغْوِيَ عَبِيدِي أَنْ يَزْنُوا وَيَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ)
ها هو هذا اليسوع الذى يتم تسويقه إلى ضحايا الخداعِ اليسوعى على أنه مثال للمحبة و العطف و الرحمة ، حتى أنه غير قادر على إيذاء ذبابة ، يُعلنُ الحرب و عقوبة الموت على من يعتبرهم أعداءه :
رؤيا يوحنا 2 (22-23):
(هَا أَنَا (اليسوع) أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ)
(تساؤل منى أنا المُترجم: أين الإله الأب من كل هذا.....أليس له رأى فى الموضوع أم أنه يترك كل شيئ للنّنّوس الصغير..... و إذا كان اليسوع يمتلك كل هذه القوة و العظمّة ، لِم لمّ يُحرك ساكناً عند صلبه و قتله .... أم أن الموضوع هو مُجرد كلام و السلام! ..... كلام من بعيد حيث لا تطاله الأيدى التى يُمكن أن تصفعه على قفاه أو الأرجل التى تضربه بالشلاليت على مؤخرته! ...... أما وقت الفعل (التهزئ و الضرب و الصفع على القفا و البصق و الجلد ، ثم أخيراً التعليق عارياً على الصليب حتى الموت )..... فلا فعل و لا حتى كلام!..... الظاهر إن الأمور فى السماء مُختلفة بعض الشيئ).
إن "الرحمة" و "المحبة" فى عُرف اليسوع و أتباعه الأغبياء المُخادعين (المُسمّون بالمسيحيين) هى مُجرد أقنعة خادعة و المقصود بها هو العكس تماماً أى التمويه و الخداع و إظهار الجُناة و السفاحين على أنهم ضحايا و مُضطَهَدين و أن الجناة هم ضحاياهم ، نفس الضحايا الذين تم سفك دماءهم بقلب بارد و بإجرام شيطانى. و هذا بالضبط ما يعنيه الضالون اليسوعيون (المسيحيون!) عندما يتحدثون عن "كلمة الرب" .... إنها مُجرد قناع فقط يُدارى وراءه كل غرض شيطانى . فكل الغرض هو الهجوم الساحق الماحق على ضحاياهم بهذه الكلمات المعسولة حتى يأمنوا جانبهم و يستسلموا لهم .... و إذا فشلوا فى إخضاع هؤلاء الضحايا، فلا يتبقى أمام هؤلاء (الشهداء! ) المسيحيين سوى مُمارسة الإجرام المسيحى المُعتاد مع أولئك الضحايا المطلوب إخضاعهم .
و َرُبَّمَا، يُمكننا أن نتصور مشهد فى أحد الأفلام كيف أن اليسوع – و قد تأثر للغاية و بدافع من "المحبة لبنى البشر" – يقوم بإلقاء إحدى مُنافساته على الفراش (و عليكم تصور ما يُمكن أن يعنيه الأمر لاحقاً بعد هذا الفعل ....!) ...... ثم فيما بعد – و بدافع من المزيد من "الحب" و "الرحمة أو الشفقة" – يقوم بقتل أولاد تلك السيدة التى تُنافسه، الذين هم أولاده أيضاً نتيجة لتلك العلاقة الغير شريفة. ثم فى خاتمة الفيلم أو العرض السينمائى، يُطل علينا رجل دين مسيحى ليعظ فى الجمهور الذى يحضر العرض بأن لا اليسوع و لا المسيحيين قادرين على إيذاء حتى ذبابة!!!. ثُم يُطنطن بدين المحبة و السلام و التضحية من أجل الخطايا البشرية التى قدمها اليسوع بنفس راضية لمحبة الله لبنى البشر ! ...... ثم يختتم خُطبته العصماء المؤثرة التى تستدر الدموع من الحضور بالطلب إليهم ، وسط أنفاس مُتهدجة من فرط التأثر ، أن يعتنقوا المسيحية ليضمنوا الخلاص الأبدى!
نعم إن المذكور فى رؤيا يوحنا 2 (22-23) هو نفس الشخص الذى يقول فى لوقا 6 : 29 (من ضربك على خدك فاعرض له الآخر ايضا. ومن اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ايضا) ..... و هو نفسه الذى يُشير إليه الضالون المسيحيون على أنه "إله المحبة" ، "إله العفو و التكفير عن الخطايا" "إله التواضع" و "إله الرحمة" و يُدلسّون بتلك الأكاذيب على ضحاياهم المخدوعين.
و هذا اليسوع نفسه، ما أن تستعر بداخله الرغبة المحمومة فى إستعباد الآخرين و إخضاعهم و ما يُصاحب ذلك من شهوة الإنتقام (طبقاً لما يُمكن إستنباطه و تدُلّ عليه بالفعل الأناجيل القانونية) ......فإن شيئاً ما لا يستطيع أن يردعه أو يقف فى طريقه. فهو لا يتوانى عن صلب (أو قتل) العديد من الأطفال الأبرياء.
يالله ، ياله من مثال شيطانى لمالك للرقيق (المُتحكم فى العبيد)!!! و هو نموذج حىّ لأتباعه و تلاميذه! فمن شابه "إلهه" أو سيده، ما ظلم!
· بالنسبة لأى مُراقب عابر يتابع الطريقة التى يتصرف بها الضالون اليسوعيون (المسيحيون!) فى العلن ، فإنه بالتأكيد سيتّكون لديه الإنطباع بأن اليسوعية (المسيحية!) هى مُنظمة عالمية تشكو من أنها تُعانى بإستمرار من إضطهاد الطوائف البشرية الأخرى لها لا لشيئ إلا أنها تنشد الحقيقة . إذ يَتظاهرُ الضالون اليسوعيون (المسيحيون!) بصفة عامة تجاه الآخرين الذين لا ينتمون إلى طائفتهم (أو عصابتهم !) على أنهم إناس طيبون ، بسطاء و بعيدون تماماً عن العنف أو إيذاء الآخرين و أنهم فقط يمتلكون الحقائق و يُحاولون تمريرها للآخرين . و هى صفة مشهورة عنهم و يُروجون لها باستمرار. هذا إلى جانب أنهم يهتمون بالنواحى الإنسانية و الإحسان إلى غيرهم من بنى البشر و يتمثل هذا فى تقديم المساعدات إلى المرضى أو المُعاقين. و هذا ما دأبوا على التظاهر به دائماً و إلى يومنا هذا. و هم يزعمون أنهم مُضطهدون فقط لا لشيئ إلا لأنهم لا يقولون إلا الحقيقة.
· هذا هو مُلخص الأقنعة التى يُحاول أولئك الضالون إخفاء وجوههم و نواياهم الحقيقية خلفها. إذ إنهم دائماً ما يتعمدون أن يظهروا بمظهر الضحايا و الشهداء نتيجة لإعتداءات غيرهم من البشر عليهم لا كمُعتدين و مُتمرسين فى الإجرام.
· لا يوجد مكان فى العالم يضم يسوعيين (مسيحيين!) لا يحتفلون بذكرى (شهداء !) راحوا ضحية عنف و تعسف غيرهم من بنى البشر ، تماماً بالضبط كما أنه لا توجد كنيسة كاثوليكية أو أرثوذوكسية واحدة بدون ظهورات و خوارق يتم نسبتها للعذراء مريم!.... و فى نفس الوقت لا يوجد فى العالم كله تخليد لذكرى ضحية واحدة من ضحايا العُنف الصليبى (المسيحى !) الذى فاق ، بكل تأكيد، كل الحدود فى العنف و القسوة و المجازر تجاه بنى البشر . ذلك أنهم يحتفظون إلى الأبد بذكرى ضحاياهم (شهداءهم المزعومين) و يزيدون عليها و ينسجون حولها الأساطير، و ينسبون إليها كل ما من شأنه الإعلاء من قيمتها الإنسانية . بينما ، فى الوقت نفسه ، يعتمدون على نسيان باقى العالم لضحاياه الذين أبادوهم هم (المسيحيون!) بأيديهم. بل أنهم دائماً ما يُدلسون على العالم أجمع بتسويق الفكرة الزائفة أو الإعتقاد الكاذب بأن نبيهم و إلههم المزعوم قد مات ظلماً و بدون أى خطيئة نتيجة لإضطهاده ممن عاصروه من اليهود و حسدهم له. و لكن بالتدقيق فى الأمر من جانب المُراقب الذى يبغى الحقيقة و ينظر إلى ما وراء المظاهر و الأقنعة الخادعة ، فإن الأمر ينقلب تماماً و يظهر أن ما خفى هو على عكس الظاهر أو على عكس تلك الإدعاءات ، أو بالأحرى الأكاذيب، تماماً.
· و هكذا فإنه من الجلى أن:
- الحقائقَ تُمثل خطرَ ماحق يُهدد كيان العقيدة اليسوعية (المسيحية!)، بالرغم من أنّهم يُحاولون أن يًُعطوا الإنطباع بأنهم على إستعداد للمُعَاناة وحتى للمَوت من أجل الكشف عن الحقيقة.
- أن اليسوع، ذلك النبي أو الإله اليسوعى (المسيحى!) الذى لا يتم توقيره بإعتباره ناقل لكلام و تعاليم الله فقط ، مثلما يوقر اليهود أنبياءهم أو يوقر المسلمون رسولهم، بل يتم عبادته كإله أو كشريك لله ، قد أقر بالحقيقة التالية لأتباعه:
يوحنا 16 : 12:
(إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. )
و هذا تناقض واضح ، فأصحاب مُعتقد يُروج أتباعه بأنهم على إستعداد للتضحية بأرواحهم و على إستعداد لتحمل كافة أصناف المُعاناة من أجل إظهار الحقيقة، هم أنفسهم الذين يقول عنهم نبيهم أو إلههم المزعوم أو ذلك الشخص الذى يستعبدهم لحسابه الخاص، أنهم لا يستطيعون تحمل الحقيقة أو حملها مُطلقاً، لذا فهو يحجبها عنهم. يا الله، أنظروا إلى هؤلاء الذين يحرصون على الحقائقِ …!
فى الواقع، إن الحقائق تفضح هؤلاء . بل أكثر من هذا ، فهذه الفقرة من إنجيل يوحنا تُعتبر فْضيحة و إظهار للوجه الحقيقى لهذا المُعتقد منذ أول لحظة لوجوده . ثم منّ هو الذى يفضحهم و يكشف أمرهم..... إنه ذاته نفس الشخص الأعظم مكانة لديهم....إلههم بنفسه.
و هكذا نكون قد قدمنا الدليل على أن :
· الحقائق دائماً ما كانت تُمثل أعظم المخاطر التى تُهدد الأفراد التابعين لتلك الطائفة اليسوعية (المسيحية!) منذ أول لحظة فى تكوينها أو وجودها.
· نبى أَو إله أولئك الضالين اليسوعيين (المسيحيين!) قد قال الحقيقة بالفعل، تلك التى ضنّ على أتباعه المُقربين بها كما جاء فى يوحنا 16 : 12
· أن هؤلاء المُنافقين الإنتهازيين ، يُمكن أن تفضحهم الحقائق و بالتالى لكيلا يقعوا فى المشاكل، فعليهم إضطهاد الحقائق أينما كانت، فالحق يقتلهم !
علاوة على ذلك، فمن الواضحُ أن تلك الطائفةِ اليسوعية (المسيحية!) تَزْعمُ أنها تتعرض للإضطَهادَ بصورة لم يسبق لها مثيل فى العالم و أنه لا يوجد طائفة أخرى تُقابل بالإضطهاد الذى تُعانى منه الطائفة اليسوعية (المسيحية!).
و فى المُقابل نجد أن تلك الإدعاءات اليسوعية (المسيحية!) بالإضطهاد تتناقض مع الوحشية و القسوة التى تعامل و يتعامل بها اليسوعيون (المسيحيون!) دائماً مع غيرهم من بنى البشر.
ففى الحقيقة (تلك التى يضطهدها اليسوعيون (المسيحيون!) ، أن الطائفة اليسوعية (المسيحية!) تُمارس ، منذ قديم الزمان، التعذيب و القتل و الإضطهاد لمن ينشقون عنها أو من ينافسونها فى إدعاء أنهم يمتلكون الحقائق....و لقد فاقوا الجميع فى ذلك. فلا يوجد أى تنظيم إرهابى وصل فى جرائمه إلى الحد الذى تمادت فيه الصليبية اليسوعية (المسيحية!). و فى الوقت نفسه ، فإن تلك الطائفة تُزيف هذه الحقائق فى وقاحة مُنقطعة النظير ، و تدّعى الطُهر و البراءة على النقيض من حقيقتها تماماً.
على كل حال ، دعونا نَعُودُ إلى رسالةِ كليمنت. هذه الرسالةِ المَذْكُورةِ هى خطاب موّجه من أحد الآباء المَسِحِيِّين الأوَائِلِ إلى زميلِ له (تيودور). و من خلال فحوى تلك الرسالة يُمكن فهم أن هذين الضاليّن يتباحثان فى كيفية مُجابهة طائفة أخرى إنشقت عن طائفتهم اليسوعية (المسيحية!) الصليبية و أصبحت مُنافسة له. و من الواضح أن أفراد تلك الطائفة المُنشقة يعرفون الكثير عن الشذوذ الجنسى لليسوع. و هذا الخطاب يُلقى الضوء على الظلام الحالك الذى يكتنف كيف كان هؤلاء الآباء (القديسون!) يستخدمون أساليب مُنحطة من أجل وضع عُصابات سوداء على أعين أتباعهم حتى لا يروا إلا الظلام الذين يُريدون هُم (أولئك الآباء المسيحيون الأوائل الضالين المُضِلين) لهم (أولئك الأتباع المُضَللين أو الخراف !) أن يعيشوا فيه لكى يتسنى لهم أن يسحبوهم كالبهائم العمياء إلى حيث يريد هؤلاء (القديسون الضالون أو رُعاة الخراف أو الخنازير !). و من الواضح أن كلاً من هذين الضاليّن (كليمنت و تيودور) يُعانيان من مشكلة كبيرة : كيف ينبغى عليهما طمس الحقيقة و التخلص منها؟...و هذا يتضمن كيفية فعل ذلك و/أو إلى أى مدى يُمكن لأى منهم أن يمضى فى سبيل تحقيق ذلك الهدف؟.
إن فحوى الرسالة تتعلق بإنجيلِ سرىّ أو مخفى منسوب إلى مُرقس ، ذلك الشخص صاحب الإنجيل المعروف المنسوب إليه ضمن ما يُسميه الضالون اليسوعيون (المسيحيون!) "بالعهد الجديد". ففى ذَلِك الوَقت، بل و حتى إلى وقتنا هذا، قلة من الصليبيين (المسيحيين!) هى التى بالكاد تعرف عن وجود إنجيل آخر كتبه مُرقس. ذلك الإنجيل الذى تم إخفاءه فى سريّة تامة و بحرص شديد بحيث فُقد أثره تماماً. و ربما تم تدميره بعدما خرج غالبية المصريين من هوّة الإيمان بالعقيدة الصليبية اليسوعية (المسيحية!) و تخلصوا من غسيل المُخ الذى سببته لهم على مدى قرون عديدة، و إتجهوا للإيمان بالدين الجديد (الإسلام).... ربما وقتها سارعت كنيسة الأسكندرية، و قد أحست بالخطر و إحتمال إنكشاف المستور، إلى تدمير كل الأدلة على وجود مثل هذا الإنجيل الذى كانت تحتفظ به سراً.
دعونا نُعيد عقارب الساعة إلى الوراء لألفى عام مضت، إلى بدايات العقيدة اليسوعية(المسيحية!) الأولى. فلقد تكررت الإنشقاقات التى حدثت عن هذه الطائفة الوليدة. فالكثير من تلك الطوائف المُنشقة كانت لا تُريد الدخول فى مواجهات مفتوحة مع الأديان الوثنية التى يتعايشون معها ، تلك الأديان التى كان يُحرضهم الآباء المؤسسون (رُعاة الخراف أو الخنازير) لتلك الطائفة على كُرههم و إحتقارهم بل و العنف إزاءهم. و بالإضافة إلى ذلك ، فإن الكثير من المُنشقين أو الطوائف المُنشقّة تمردوا على ذلك القمعِ الجنسى و التوصية بالتخلى عن الشهوات (من أجل ملكوت السماء!) ، تلك التى كان يُجبرهم عليها رُعاة الخراف أو الخنازير من الآباء اليسوعيين (المسيحيين!) الأوائل.
و نجد فى رؤيا يوحنا، اليسوع يتكلم بقسوة فى حق طائفة النُّقُولاَوِيِّينَ و يُحذر أتباعه منها:
رؤيا يوحنا 2 : 6
(وَلَكِنْ عِنْدَكَ هَذَا: أَنَّكَ تُبْغِضُ أَعْمَالَ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّتِي أُبْغِضُهَا أَنَا أَيْضاً.)
ها هو اليسوع لا يلتزم بضبط النفس ، بل و يفقد أعصابه. دعنا نُقارنُ:
لوقا 6 : 27
(لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ )
ها هو الإحسان إلى أعدائه! إنه يُحرض أتباعه عليهم. و لكن على أية حال، فهذا ليس موضوعنا. و لكن العقاب يطال أيضاً تلك الجالية اليسوعية (المسيحية!) الصليبية التى تأسست للتو فى برجاموس، ذلك لأنها تتشابه فى الأفكار التى تتبناها مع مُعتقدات أولئك النقولاويين ...
رؤيا يوحنا 2 : 12
(وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَرْغَامُسَ: «هَذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ السَّيْفُ الْمَاضِي ذُو الْحَدَّيْنِ.)
ها هو يفقد أعصابه و يُهدد بسيقه ذو الحدين!
بل أن يسوع يَفْقدُ ضبط النفس بالكامل و يتمادى فى التهديد و الوعيد إزاء الطائفة التى تتبع النبيّة إيزابيل:
رؤيا يوحنا 2 : 20
(لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّكَ تُسَيِّبُ الْمَرْأَةَ إِيزَابَلَ الَّتِي تَقُولُ إِنَّهَا نَبِيَّةٌ، حَتَّى تُعَلِّمَ وَتُغْوِيَ عَبِيدِي أَنْ يَزْنُوا وَيَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ)
ها هو هذا اليسوع الذى يتم تسويقه إلى ضحايا الخداعِ اليسوعى على أنه مثال للمحبة و العطف و الرحمة ، حتى أنه غير قادر على إيذاء ذبابة ، يُعلنُ الحرب و عقوبة الموت على من يعتبرهم أعداءه :
رؤيا يوحنا 2 (22-23):
(هَا أَنَا (اليسوع) أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ)
(تساؤل منى أنا المُترجم: أين الإله الأب من كل هذا.....أليس له رأى فى الموضوع أم أنه يترك كل شيئ للنّنّوس الصغير..... و إذا كان اليسوع يمتلك كل هذه القوة و العظمّة ، لِم لمّ يُحرك ساكناً عند صلبه و قتله .... أم أن الموضوع هو مُجرد كلام و السلام! ..... كلام من بعيد حيث لا تطاله الأيدى التى يُمكن أن تصفعه على قفاه أو الأرجل التى تضربه بالشلاليت على مؤخرته! ...... أما وقت الفعل (التهزئ و الضرب و الصفع على القفا و البصق و الجلد ، ثم أخيراً التعليق عارياً على الصليب حتى الموت )..... فلا فعل و لا حتى كلام!..... الظاهر إن الأمور فى السماء مُختلفة بعض الشيئ).
إن "الرحمة" و "المحبة" فى عُرف اليسوع و أتباعه الأغبياء المُخادعين (المُسمّون بالمسيحيين) هى مُجرد أقنعة خادعة و المقصود بها هو العكس تماماً أى التمويه و الخداع و إظهار الجُناة و السفاحين على أنهم ضحايا و مُضطَهَدين و أن الجناة هم ضحاياهم ، نفس الضحايا الذين تم سفك دماءهم بقلب بارد و بإجرام شيطانى. و هذا بالضبط ما يعنيه الضالون اليسوعيون (المسيحيون!) عندما يتحدثون عن "كلمة الرب" .... إنها مُجرد قناع فقط يُدارى وراءه كل غرض شيطانى . فكل الغرض هو الهجوم الساحق الماحق على ضحاياهم بهذه الكلمات المعسولة حتى يأمنوا جانبهم و يستسلموا لهم .... و إذا فشلوا فى إخضاع هؤلاء الضحايا، فلا يتبقى أمام هؤلاء (الشهداء! ) المسيحيين سوى مُمارسة الإجرام المسيحى المُعتاد مع أولئك الضحايا المطلوب إخضاعهم .
و َرُبَّمَا، يُمكننا أن نتصور مشهد فى أحد الأفلام كيف أن اليسوع – و قد تأثر للغاية و بدافع من "المحبة لبنى البشر" – يقوم بإلقاء إحدى مُنافساته على الفراش (و عليكم تصور ما يُمكن أن يعنيه الأمر لاحقاً بعد هذا الفعل ....!) ...... ثم فيما بعد – و بدافع من المزيد من "الحب" و "الرحمة أو الشفقة" – يقوم بقتل أولاد تلك السيدة التى تُنافسه، الذين هم أولاده أيضاً نتيجة لتلك العلاقة الغير شريفة. ثم فى خاتمة الفيلم أو العرض السينمائى، يُطل علينا رجل دين مسيحى ليعظ فى الجمهور الذى يحضر العرض بأن لا اليسوع و لا المسيحيين قادرين على إيذاء حتى ذبابة!!!. ثُم يُطنطن بدين المحبة و السلام و التضحية من أجل الخطايا البشرية التى قدمها اليسوع بنفس راضية لمحبة الله لبنى البشر ! ...... ثم يختتم خُطبته العصماء المؤثرة التى تستدر الدموع من الحضور بالطلب إليهم ، وسط أنفاس مُتهدجة من فرط التأثر ، أن يعتنقوا المسيحية ليضمنوا الخلاص الأبدى!
نعم إن المذكور فى رؤيا يوحنا 2 (22-23) هو نفس الشخص الذى يقول فى لوقا 6 : 29 (من ضربك على خدك فاعرض له الآخر ايضا. ومن اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ايضا) ..... و هو نفسه الذى يُشير إليه الضالون المسيحيون على أنه "إله المحبة" ، "إله العفو و التكفير عن الخطايا" "إله التواضع" و "إله الرحمة" و يُدلسّون بتلك الأكاذيب على ضحاياهم المخدوعين.
و هذا اليسوع نفسه، ما أن تستعر بداخله الرغبة المحمومة فى إستعباد الآخرين و إخضاعهم و ما يُصاحب ذلك من شهوة الإنتقام (طبقاً لما يُمكن إستنباطه و تدُلّ عليه بالفعل الأناجيل القانونية) ......فإن شيئاً ما لا يستطيع أن يردعه أو يقف فى طريقه. فهو لا يتوانى عن صلب (أو قتل) العديد من الأطفال الأبرياء.
يالله ، ياله من مثال شيطانى لمالك للرقيق (المُتحكم فى العبيد)!!! و هو نموذج حىّ لأتباعه و تلاميذه! فمن شابه "إلهه" أو سيده، ما ظلم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق