Submit URL Free to Search Engines مدونة أقباط سابقون: تحليل لشخصية بولس

السبت، 22 مايو 2010

تحليل لشخصية بولس

نـعـلـم من سفر أعـمال الـرسل أن مـوقـف الـقـديـس بـول من المسيحية في بدايته كان " شاول مضطهد المسيحيين " .
مع ذلك , إذا كان شاول حقا حارسا للعقيدة اليهوديةحينما قتل إسطفانوس رجما بالحجارة ( سفر اعمال الرسل7 : 58 , 8 : 3 ) , ثـم صـار رئيس المضطهدين للمسيحيين ـــ فمن المنطقيّ أن نتساءل : أين كان شاول , قبل ذلك بفترة وجيزة ,حين كان يهودي راديكالي إسمه يسوع يهـيـّج و يستثيرقرى و مدنا كاملة ؟

لا يبدو أن شاول قد بدأ ينشط في لعب دور البوليس الديني إلا بعد بوقت قليل رفع السيد المسيح لكن هذا في حد ذاته يدعونا إلى التفكير في أن يسوع الناصريّ لم يكن له تاثير كبير يذكر । بعد كل شيء كان شاول معاصرا ليسوع في الزمان و المكان ؛ تربى في أورشليم ( عند رجلي غمالائيل ـ أعمال الرسل 22 : 3 ) و تحديدا في الفترة التي كان يسوع يقلب فيها موائد الصيارفة داخل المعبد , و يستفز اليهود الفرّيسيين و الصدوقيين بوجه عام

و حيث أن شاول كان شابا يهوديا متدينا حاد الطباع ( زيلوطي = شديد الغيرة على تقاليد الآباء , انظر رسالته إلى غلاطيه 1 : 14 ) ؛
ألم ينضم إلى تلك الجموع التي كانت تضايق يسوع الناصري شخصيا و تتهجم عليه ؟
ألم يكن شاول شاهدا متحمسا أما م المجلس اليهودي الأعلى ( السنهدرين ) على تجديف يسوع ؟
و أين كان شاول خلال أسبوع الفصح ذاك , من المؤكد أنه في اورشليم يحتفل مع زيلوطيين آخرين بأقدس الأعياد اليهودية ؟
و مع ذلك لماذا لم يذكر و لوكلمة واحدة عن حادثة صلب يسوع ؟

إن بول , أيها السادة , " شاهد آخر ليسوع " لم يسمع و لم ير أي شيء !

إثنـان بول ـــ و وهم واحد
لا ذكر على الإطلاق للمبشر المسيحي المتميز و الرسول , القديس بول , في ما كتبه المؤرخون الدنيويون لحقبته تلك ( لا تاسيتوس , و لا بليني , و لا يوسيفوس فلافيوس ..و لا غيرهم) .
رغم أن بول ( على حد زعم الكتاب المقدس ) كان يخالط حكام المقاطعات و كانت له مقابلات مع ملوك و أباطرة , إلا أنه لا يوجد كاتب واحد رأى أن تلك الأعمال تستحق الذكر !

إن الصورة الشعبية للقديس بول مستخلصة على نحو إنتقائي إنطلاقا من مصدرين : سفر اعمال الرسل , و الرسائل التي تحمل إسمه . لكن المصدرين يقدمان شخصين مختلفين جذريا و روايتين متباعدتين كل التباعد .

المتخصوصون في دراسة الكتاب المقدس متآلفون تماما مع المشكلة المحيـّرة و المربكة في أن قصة بول عن نفسه التي يمكن تجميع معلوماتها من الرسائل تتناقض و تتضارب بالكامل مع القصة التي يرويها سفر أعمال الرسل , لكنهم يعزون ذلك إلى " سـرّ إلهي " و يقمعون فكرة إمكانية الإنزلاق إلى الإعتراف بأن كل الحكاية هي مجرد حـدّوته نسجها الخيال الديني .

ســفــر أعــمــال الــرســل

بول في سفر أعمال الرسل هو مجرد فرد ضمن فريق . و تحوله إلى الديانة المسيحية , و هو في طريقه إلى دمشق , مهم لدرجة انه يذكر ثلاث مرات ( صوت و ضؤ ) , فمن حالة إنسان من الخطاة ( حين كان شاول المضطهد اليهودي) يحمل إلى إلإعتناق بحب للكنيسة حديثة الولادة .

و الآن كفرد من أفراد الأخوية ( يدخل و يخرج معهم من اورشليم ــ 9 : 28 ) , يستخدم من طرف المشايخ .
" حمله " التلاميذ من دمشق ( 9 : 25 ) ,
و برنابا "أحضره" إلى الرسل ( 9 : 27) .
" احضروه إلى "قيصرية"
ثم " أرسلوه" إلى طرسوس .
برنابا "أرجعه"إلى أنطاكية (11 : 26) ,
ثم " أرسل " مع برنابا إلى أورشليم بمؤن لتخفيف المجاعة ( 11 : 30 ) ( و كما حدث , زيارة لأورشليم غير المعروفة إطلاقا لبول نفسه )

في نهاية المطاف" أرسلت" الأخوية بول في أول رحلة تبشيرية , و كمبشر كان بول مجرد فرد من الإرسالية الجماعية :{ واذ كانوا يجتازون في المدن كانوا يسلمونهم القضايا التي حكم بها الرسل والمشايخ الذين في اورشليم ليحفظوها. 5 فكانت الكنائس تتشدد في الايمان وتزداد في العدد كل يوم.}

من سالونيك " أرسل " بول بعيدا إلى بيريا من طرف الأخوية ( 7 : 10 ) . و " أرسل أيضا " عن طريق البحر إلى أثينا ( 7 : 14-15) ,
و في كنخريا وفـّى بول بنذر يهودي و حلق رأسه ( 18 : 18 ) .

ورغم ان إسم بول يذكر 177 مرة , إلا أنه لم يرد قط مسبوقا باللقب التشريفي " رسول " . وإن أقرب ما منح سفر اعمال الرسل هذا اللقب لبول كان في الإصحاح 14عدد14 حيث يأتي إسمه بعد إسم برنابا و يستخدم اللقب في صيغة الجمع . و في جميع الأحوال الأخرى يظهر إسم بول كشخص معزول بالكامل و خاضع ضمنيّا للرسل .
إن هذا التجاهل صادم إذا ما اخذنا في الإعتبار أن كاتبه ليس إلا لوقا رفيق بول و أحد المعجبين به .

الــرسـائــل

في تباين مطلق يظهر بول في رسائله كشخص إختط لنفسه مسلكا مستقلا على نحو منمّـق طنّـان , لا يمثل أحدا سوى نفسه , و ليس خاضعا لأوامر أحد . إن بول هنا هو الذي يحمل عصا القيادة .
يطرق بول إلى الأعماق تكرارا , و هو مملؤ بأهمية ذاته , أنه رسول , و ان تعيينه أتى مباشرة من السماء . و "برهانه " على ذلك هو النجاح الشخصي الذي أحرزه كمبشر ( أنظر مثلا رسالته الثانية إلى كورنثوس2, 3)ــ و هي حجة ذات جدارة مريبة تستخدمها الكنيسة إلى الآن : أنظر إلى نجاحنا ! .. لابد أننا على حق !

لا يذكر بول قصة تحوله إلى المسيحية " في طريق دمشق" و لا أصله من مدينة طرسوس ( جيرونيمو يذكر ان بول من الجليل!) و لا يذكر قبرص و معركته مع ساحر خصم , و لا يشير إلى الأوامر الصادرة من يعقوب عن تحريمات الأطعمة و الزنا .
يظهر بول في رسائله كأنه لا يدين بشيء لأي شخص . و كمستأسد سيء الطباع لا يخسر قليلا من الود على أولئك الذين لا يقبلون وجهة نظره . فهكذا حين فقد دعم بطرس و برنابا له حول مشاركة الوثنيين الطعام , و بـّـخ بطرس علنا و كتب أنه جحد لأنه كان خائفا , و ان برنابا إنقاد ببلاهة ( غلاطية 2 : 12-13)

بول غير قابل للتصديق

من الغريب أن كتابات الحاخامات في القرنين الأول و الثاني لا تذكر شيئا على الإطلاق عن تلميذ عاص جحود من تلامذة غمالائيل .
بعد أن درس على يد المعلم الكبير , ثم تشدد في فرض الديانة اليهودية في صورتها الأورثوذكسية باسم كبار الكهنة , تعرض لرؤية غيرت حياته . و لا كلمة واحدة ذكرها الحاخامات عن تلميذ متقدم " ضاع و فسد " و صار هرطيقا يحتقر حفظ يوم السبت , و يلح على أتباعه في تجاهل القواعد اليهودية عن أنواع الأطعمة , و يعلن أن الناموس و الختان قد أبطلا !
من المؤكد فعلا أن مثل هذا الجاحد المتمرد لا يمكن أن يهرب بالكامل من إنتباه الكتبة .

ما مدى إمكانية صحة أن بول درس حـقـّا على يد الفـّريسي الكبير ( أعمال الرسل 22 : 3 ) ؟
بول كانت لديه مشكلة بصورة واضحة مع اللغة العبرية : فجميع إشاراته الكتابية مأخوذة من الترجمة اليونانية للعهد القديم المعروفة باسم النسخة السبعينية .

ما مدى إمكانية صحة أن الشاب بول ــ المفترض أنه مواطن روماني من يهود الشتات الذين صاروا ذوي ثقافة يونانية ــ يتم تعيينه رئيسا بوليسيا للأرثذوكسية اليهودية المتطرفة في أورشليم ؟
إذا كان بول حـقـّا قد وصل إلى هذا المنصب , فلا بد أن هناك أمورا أكثر أهمية يجب الإلتفات لها بدلا من الإهتمام بمجموعة صغيرة من "أتباع يسوع" في دمشق ... يقول سفر أعمال الرسل إن الرسل استمروا في كرازتهم في اورشليم حتى بعد مقتل إسطفان :{ وكان شاول راضيا بقتله.وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في اورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل. 2 وحمل رجال اتقياء استفانوس وعملوا عليه مناحة عظيمة.}( أعمال الرسل 8 : 1-2) ,
و عليه :
لماذا لم يلاحق القادة الذين كانوا في متناول يده ؟

""" لا شيء في رسائل بول يقترح أنه كان يتولى منصبا رسميا في تعامله مع المسيحيين ... و على ذلك , و بعكس ما عبر عنه لـوقا , لم يكن بول قادرا على القبض و السجن و التعذيب بهدف إجبار المسيحيين على الإعتراف بأنهم كانوا مخدوعين "" ( Morphy O'Connor , Paul,His History , p 19)

وبالنظر إلى ان المجلس اليهودي الأعلى ( السنهدرين ) لم يكن له من السـّلطة ما يخوله السـّماح لصائد هراطقة بالعمل في مدينة دمشق المستقلة , فإن رحلة بول عبر الطريق إلى دمشق أيضا أكثر قابلية لعدم التصديق ....

هـــوامـــش

ـــــــــــــــــــــــ
شاهد على إعدام :قديس مسيحي يبدأ بداية ذات صدى

صورة
{{واخرجوه خارج المدينة ورجموه.والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول. ...... وكان شاول راضيا بقتله... }} ( أعمال الرسل 7: 58 , 8 : 1 )

{{ 10 وفعلت ذلك ايضا في اورشليم فحبست في سجون كثيرين من القديسين آخذا السلطان من قبل رؤساء الكهنة.ولما كانوا يقتلون ألقيت قرعة بذلك. 11 وفي كل المجامع كنت اعاقبهم مرارا كثيرة واضطرهم الى التجديف.واذ افرط حنقي عليهم كنت اطردهم الى المدن التي في الخارج }} ( أعمال الرسل 26 : 10 - 11 )
حــــزّر , أي نوع من المتعصبين نتعامل معه .!


مــش معقــول !
من غير المعقول ان فــرّيسيا بارزا , أو أي فــرّيسي في الواقع , يدخل في إرتباط وثيق مع رئيس الكهنة , مثلما سجّل شاول انه كان يفعل .
إن شاول مجرد مسخ , و فـرّيسي بعبع , لا يمكن على الإطلاق فهم دوافعه
.
Hyam Maccoby, The Myth Maker, p58.

, أنا بس إللي فيهم

صورة

{{ 13 فاني اقول لكم ايها الامم.بما اني انا رسول للامم امجد خدمتي.... ...... ولكن بنعمة الله انا ما انا ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم...............
حق المسيح فيّ.ان هذا الافتخار لا يسد عني في اقاليم اخائية .........
كان ينبغي ان امدح منكم اذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل
}}
رسالته إلى رومية 11 : 13
رسالته الأولى إلى كورنثوس 15 : 10
رسالته الثانية إلى كورنثوس 11 : 10
رسالته الثانية إلى كورنثوس 12 : 11
تـتـرع رسائل بول بأشاراته إلى نفسه , و نصف الــ37 مرة التي كتب فيها كلمة رسول كانت الكلمة تشير إليه شخصيا !

عــمى مـؤقت
يسوع يلقي إليه بالتحية

صورة

{{ 3 وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. 4 فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني}} أعمال الرسل 9 : 3-4

صــوت و ضؤ فكر بإنتباه حول ما يأتي : من كان في الضؤ , من سمع , من رأى , من سقط على الأرض , ومن يكذب ؟

{{3 وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. 4 فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. }} أعمال الرسل 9: 3 -4

{{ واما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون احدا. }} أعمال الرسل 9 : 7

{{ 9 والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني. }}
أعمال الرسل 22 : 9

{{ 12 ولما كنت ذاهبا في ذلك الى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة 13 رأيت في نصف النهار في الطريق ايها الملك نورا من السماء افضل من لمعان الشمس قد ابرق حولي وحول الذاهبين معي. 14 فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني.صعب عليك ان ترفس مناخس }}
أعمال الرسل 26 : 13 - 14

عـــودة إلى النـــص

مـــهـــتـــد ؟
ما مدى إمكانية صحة أن بول /شاول قد إهتدى إلى المسيحية في ظرف سنة أو سنتين من الــصلب ( إريناوس يقول 18 شهرا ) ؟
إذا كان هو حقـّا زيلوطيا ( غيورا ) ناضج العقل على الديانة اليهودية , و كان غير متاثر عاطفيا و بمنأى عن كرازات وتجوالات الإله البشري و أعماله الإعجازية ـــ تنقصه "معجزة " العمى ـــ فلماذا يعتنق عن طيب خاطر الهرطقة , من بين كل الناس ؟ إن الأناجيل الأربعة لاتذكر, بل و لا حتى توحي باسم رسول من الرواد الأوائل يدعى بول .
هناك أيضا تواز غريب بين خطاب الإضطهاد المزعوم من يسوع السماوي إلى بول الأعمى (" شاول .... شاول .. لماذا تضطهدني.صعب عليك ان ترفس مناخس " ) و بين إضطهاد ديونيسيوس الذي نجده في أعمال أيوريبديس "The Bacchae " و كلاهما يستخدم كلمة " مناخس " .

إذا كان بول ( شاول ) حـقـّا قد كفر إلى درجة أنه إنضم ( أو أسس ) مذهبا جذريا جديدا , فكيف لم يلعن( أناثيما ) كهنة اليهود إسمه ؟ و للتأكد, فإن اليهود المسيحيين ( الإيبونيين ) قد أدانوا فعلا بول , و فعلوا ذلك بأشد الكلام خشونة ــ بل وقالوا إنه في الحقيقة متحول يوناني متذمر , قوبل تحـّرقه بالرفض من قبل إبنت رئيس الكهنة ! ( إيبيفانيوس , باناريون 16 ) . لكن ذلك حدث في القرن الثاني , بعد حياة و موت بول الرسول بفترة طويلة .
إن " الإضطهاد " الباكر للكنيسة حديثة الولادة يبدو غير محتمل على نحو بارز لأنه ما أن تحول شاول ( مدمر القديسين ) إلى الرسول بول , و إقتادته الأخوية في أمان إلى القيصرية ثم إلى وطنه طرسوس , حتى توقف الإضطهاد على نحو مفاجيء . إن " الإضطهاد " هو بالكامل سيرك ذو مهرج واحد .

{{ 31 واما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تبنى وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر }} ( أعمال الرسل 9 : 31 )

إن " شاول مضطهد الكنيسة " قبل المسيحية بأكمله لا معنى له كتاريخ ــ لكن له معنى لاهوتيا . " يهودي زيلوطي ( غيور ) يرى نور يسوع , و يصبح مسيحيا " إن الغرض اللاهوتى واضح وضوح زيف المقالة كتاريخ .

يـهـود قـتـلـة فـي دمـشـق

ما مدى إمكانية صدق قصة هروب بول " في سلة " من مدينة دمشق ( أعمال الرسل 9 : 25 ) ؟؟
تستخدم السلة المربوطة بحبل في العادة لشراء خبز من الباعة المتجولين , تدلى السلة و بها النقود ثم ترفع بعد ذلك و بها الخبز . و لكن سلة بحجم رجل ؟! لماذا لم يستطع بول أن يستمسك ببساطة بالحبل و يهبط كأي شخص عادي ؟
و ممن كان يهرب بول ؟ ..طبقا لشاهدته " نفسه " , ( رسالته الثانية إلى كورينثوس 11: 32 - 33 ) كان يهرب من " الحاكم تحت إمرة الملك الحارث ,"
الحارث الرابع كان ملكا نبطيا إمتد ملكه على مساحة واسعة من عاصمته البطراء , غير ان بول لا يذكر لنا لماذا كان يطارده .
لكن سفر أعمال الرسل المتشدد في عدوانيته للــ"يهود " يقول لنا أن اليهود نووا إغتياله ( أعمال الرسل 9 : 23- 24) . لماذا كان اليهود ينوون قتلة ؟
.. إن أي سمعة يمكن أن يكون بول قد نالها بين يهود دمشق هي أنه فارض للديانة اليهودية بالقوة , و ليس كهرطيق من المسيحيين .
إن التفسير الضعيف الذي يقدمه سفر اعمال الرسل هو أن بول اربك اليهود في المعبد بيسوعه .
و هذا ظاهريا يبدو سببا كافيا لهم لكي ينظموا محاولة إغتيال و مراقبة بوابات المدينة " ليلا و نهارا " ( كانت هناك سبع بوابات على الأقل ), و هو عمل يستدعي توظيف عدد غير قليل من المستعدين للقتل .
يطرح أوكنور OConnor سؤالا منطقيا و معقولا :
"" لماذا كان على اليهود أن يراقبوا مخارج المدينة بينما كان من السهل عليهم جدا إيجاد أين يقيم بول و تدبير" حادثة " له هناك ؟؟ "" OConnor , A Critical Life, p6.

بعد ان واجه بول عداء من إخوانه في الدين السابقين ., ما مدى إمكانية صحة أنه و هو لتوه جرب تحولا غيّـر حياته , ذهب إلى " العربية " لمدة ثلاث سنوات ــــ العربية التي طاردته من دمشق ــ, بدلا من الإلتحاق بالرفاق الأرضيين لربه المكتسب الجديد ؟؟
أليس من المفروض انه كان سيسعى للأمان مع المسيحيين ؟
أليس من المفروض انه كان سيرغب في التحدث مع أم مخلّـصه التي لا زالت على قيد الحياة , و ان يزور الأماكن التي كرز فيها يسوع و فعل معجزاته , و يسير على طريق الجلجثة , و يتأمل في البقعة التي عانى فيها ربه الجديد آلامه ؟
ل كان يجلس مرتاحا ؟

صورة

يهبط بول هبوطا مريحا من سور دمشق . و بالطبع كان في دمشق سلال بحجم رجل , معدة للهروب السريع !
و من الجدير بالملاحظة أن المسيحيين الأولين إذا كانوا قد هربوا و لجأوا بالتحديد إلى دمشق فذلك منطقيا بسبب أنها كانت تشكل ملاذا آمنا بعيدا عن متناول رئيس الكهنة .
صورة
باب كيسان من دمشق القديمة ( الآن أبرشية أرثوذكسية يونانية ) يـّدعي شرف هبوط بول الليلي في سلة ( أعمال الرسل 9 : 25 , رسالته الثانية إلى كورنثوس 11 : 32 )
ما الذي كنت ستختار للهروب , سلـّة أم مجرد حبل ؟

من أين يحصلون على الأفكار؟
صورة
إن زلزالا حقيقيا ـــ يفعل على الأرجح أكثر من مجرد " فك القيود و فتح الأبواب "


يوسيفوس فلافيوس يتعرض لخيانة من " يوحنا " فيختار حليفا إسمه " سيلا " و يهرب هروبا إعجازيا !

" ..و لما أتي يوحنا ( من جيكالا ) إلى مدينة طبرية , أغرى الرجال بنقض ولائهم لي .
......
و قد أتى رسول من سيلا الذي كنت قد عينته حاكما على طبرية ....
........
و عند وصول هذه الرسالة جمعت مائتي رجل معي و سافرنا طوال الليل ...
...
وقد رفض الحراس الذين كانوا حولي, باستثناء واحد , و عشرة من رجاله المسلحين , حاولت إلقاء خطبة للجموع ..... و لكن قبل أن ابدأ في الكلام ...
و من اجل سلامتي الشخصية , و الهرب من الأعداء هناك ..
......
حملت على ظهر واحد هيرود الطبري , الذي قادني إلى البحيرة , حيث استوليت على مركب , و دخلت فيه , و هربت من اعدائي على نحو مفاجيء , و حضرت إلى تاريتشس .
"

– Josephus, Life 17

قارن فكرة النص أعلاه بفكرة هذه الأعداد من الإصحاح 15 لأعمال الرسل

38واما بولس فكان يستحسن ان الذي فارقهما من بمفيلية ولم يذهب معهما للعمل لا يأخذانه معهما.
39 فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق احدهما الآخر.وبرنابا اخذ مرقس وسافر في البحر الى قبرس.
40 واما بولس فاختار سيلا وخرج مستودعا من الاخوة الى نعمة الله( أعمال الرسل 15 : 38 - 40 )
ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصلّيان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما.
26 فحدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت اساسات السجن.فانفتحت في الحال الابواب كلها وانفكت قيود الجميع.
27 ولما استيقظ حافظ السجن ورأى ابواب السجن مفتوحة استل سيفه وكان مزمعا ان يقتل نفسه ظانا ان المسجونين قد هربوا.
28 فنادى بولس بصوت عظيم قائلا لا تفعل بنفسك شيئا رديّا لان جميعنا ههنا.
29 فطلب ضوءا واندفع الى داخل وخرّ لبولس وسيلا وهو مرتعد
.( اعمال الرسل 16 : 25 -29 )

نواصل , من اين يحصلون على الأفكار ؟

" و كانت خاتمة امره منقلبا سيئا لان الحارث زعيم العرب طرده فجعل يفر من مدينة الى مدينة والجميع ينبذونه ويبغضونه بغضة من ارتد عن الشريعة ويمقتونه مقت من هو قتال لاهل وطنه حتى دحر الى مصر "

هل الكلام عن بول ؟ لا ... إنه عن رئيس الكهنة جاسون , مثلما يرد في سفر المكابيين الثاني 8 : 5 . و كان ذلك في سنة 172 قبل الميلاد !


بول الملائكي

صورة
لا نعرف شيئا عن ملامح بول أكثر من معرفتنا عن ملامح الإله البشري , لكن الأبوكريفا تأتي لإسعافنا .. ضئيل الحجم , أصلع الرأس , مقرون الحاجبين , مقوس الساقين , ذو أنف كبير مقوس أحمر .
Onesiphorus ، أعمال بول وتقلا (القرن الثاني). يواصل القول مضيفا إن بول يظهر بوجه رجل ثم يتحول إلى وجه ملائكة .

بينما نجد رأي معاصريه طبقا لكلامه في رسالته الثانية إلى كورنثوس الإصحاح 10, انه قوي الأسلوب كتابة , و شخصية ضعيفة الحضور, و متحدث فدم عيي !!

: 10 لانه يقول الرسائل ثقيلة و قوية و اما حضور الجسد فضعيف و الكلام حقير


إنتهت الهـــوامش , و عودة إلى النص الرئيس



مــجــمــع أورشـلـيـم ؟

يقـول الإصحاح 15 من سفر أعمال الرسل إن إقامة بول الطويلة في انطاكية ,التي تلت رحلته التبشيرية الأولى , قد إنقطعت بسبب " المشـرّعين " في إقليم اليهودية الذين كانوا يصـّرون على أن الخلاص يقتضي الإختتان .
قرع ناقوس الخطر , و أختير بول و برنابا لترأس وفد إلى أورشليم لمقابلة الرسل و الشيوخ . المقابلة هي ما سوف يعرف باسم " مجمع أورشليم " الشهير.
يؤرخ هذا المجمع تقليديا بين سنة 48 و سنة 52 , و يسجل سفر أعمال الرسل ان الاجتماع ساده التوافق و الوئام , مع حل المسالة ودّيا و بطيب خاطر . يمــتّـع بول الأخوة هناك بحكايات عن "معجزات و أعاجيب" بين الوثنيين ( 15 : 12 ) و يصدر يعقوب قرارا فيما يتعلق بختان الوثنيين بأن : " لا نثقل عليهم "( 15 : 19 ). و عند الرجوع إلى أنطاكية " فرحت " الأخويّـة ( 15:32 ) .

لكن ما يسجله بول نفسه عن الإجتماع مع " أولئك الذين يبدون ألأكثر ثباتا " مختلف للغاية .
فهو يذهب لأورشليم ليس بتكليف بل كنتيجة لــ"ــرؤية " أعلنت له ( رسالته إلى غلاطية 2 : 2 ) و يتحدث في الواقع عن مواجهة و صدام أثناء إنعقاد هذا المجمع.

إذا كان هناك حقـّا " مجمع اورشليم " الذي ربح فيه بول قضية أن الوثنيين لا يحتاجون إلى الختان , فلماذا قام بول شخصيا , بعد ذلك بقليل , بختان تيموثاوس , التلميذ الذي وجده في ليسترا ( 16 : 3 ) ؟؟.
للتأكد , يقال لنا إن تيموثاوس نصف يهودي لذا فالحجة الدفاعية هي أن ختانه تـمّ " لكسب قبول " يهود المنطقة , لكن مثل هذه الحجة تفترض مشاهدة علنية عامة لمذاكير تيموثاوس المسكين .( ليس هناك حتى ما يوحي بأن تيموثاوس سوئل عن شعوره نحو ذلك ) . و لكن الأكثر إثارة للتعجب و الإستغراب هو ما يقوله بول نفسه . فهو يعلن على نحو محدد أن الذي كان غير مختتن , ليس تيموثاوس , بل تابعه اليوناني الآخر تيتوس !

{{ 3 لكن لم يضطر ولا تيطس الذي كان معي وهو يوناني ان يختتن. 4 ولكن بسبب الاخوة الكذبة المدخلين خفية الذين دخلوا اختلاسا ليتجسسوا حريتنا التي لنا في المسيح كي يستعبدونا }} ( رسالته إلى غلاطية 2 : 3-4 )

" إخوة كذبة " , " جواسيس " , يحاولون جعل بول و حاشيته " عبيدا " ؟!
مثل هذه المحبة , مثل الزمالة المسيحية .

مــؤسـس كـنـائــس ؟
الكثير من التعجب و الإستغراب هنا . من المفترض أن بول أسّـس كنيسة أفسس ( أعمال الرسل 18 : 18 ؛ 19 : 5 -7 ) و أنه انفق وقتا مع إخوانه في الدين في هذه المدينة أكثر ممـّا أنفق في اي مكان آخر ( ثلاثة شهور خلال رحلته التبشرية الثانية , و ثلاث سنوات خلال الرحلة الثالثة ) . و يتم تشجيعنا على الإعتقاد بأن رسالتي بول إلى " كورنثوس " قد كتبتا في افسس , و أنه هناك حيث إستقبل مندوبين مضطربين من كورينثوس , و ترأس أول حرق مسيحي للكتب ( أعمال الرسل 19 : 19 ) .

مع ذلك , كان يوحنا الرسول الذي أقام في افسس بعد حادثة الصلب , هو الذي يشار إليه دائما بأنه مؤسس كنيسة افسس . و برغبة من يسوع نفسه , وضعت مريم العذراء تحت رعاية يوحنا , و يبدو انهما سافرا معا إلى افسس , و هناك بنى يوحنا بيديه " بيت مريم " ــ و هو بيت موجود إلى هذه اللحظة !!
و يقال لنا ايضا ان يوحنا كان معلما للأسقف بوليكربو الموقـّر , في مدينة ازمير القريبة .
فيما لم يجر الحلم بقدر و مصير مريم العذراء النهائي لقرون , يذكر إريناوس في القرن الثاني ( الذي إقتبس من أوسيبيوس 23 ) أن يوحنا بقي في افسس حتى زمن الأمبراطور تراجان (98 م ــ 117 م ) و طبقا لكلام ديونيسوس في القرن الثالث كان ليوحنا , ليس قبرا واحدا , بل قبران في افسس .
و هكذا فالقصة تصرح بأن يوحنا الرسول عاش وقتا طويلا في المدينة التي بشـرها بول في رحلته الثانية و التي يفترض " شعبيا " انها بدأت في سنة 49 م .

مع ذلك , و بالنظر إلى لتداخل في الزمان و المكان , لم يتعرف بول أبدا إلى مريم , و لم يتشاور أبدا مع زميله يوحنا الرسول ..... غريب فعلا !, هذا أقل ما يمكن ان يقال .

ما يحدث هنا هو بالضبط : تجاهل متبادل , فظاظة , و غلظة و عداء ــــ في قلـب كنيسة المـحـبّـة !!
بـيـت مــريــم . هــل أتـى بـول هـنـا لـتـنـاول الـشـاي ؟
صورة

بيت العذراء المباركة , في افسس . كان مزارا مربحا لقرون .

لكن لو كان أصليا حقـّا , فلماذا لم يقم بول بزيارة لأم الـّرب المباركة ؟
و لماذا لم يتقابل , مع المبشر القديس يوحنا , الذي يقال لنا أنه عاش إلى سن متقدمة جدّا؟

مــن أيـن لــطــشــوا الأفكار ؟
صورة


الـختان ليس ضروريا , يقول يوسفوس فلافيوس

""في ذلك الوقت جاءني رجلين عظيمين , ممن كانوا تحت سلطة الملك أغريبا , خرجا من إقليم تراخونيوس و أحضرا معهما خيولهما و أسلحتهما , و كذلك كانا يحملان معهما اموالهما, و لما حاول اليهود ان يجبراهما على الإختتان , إذا رغبا في البقاء بينهم , لم اسمح لهم بإجبارهمـا على أي فعل بل قلت لهم :
كل واحد يجب ان يعبد الرب طبقا لميوله , و لا يجب إكراهه بالقوة , و هذان الرجلان اللذان لجئا إلينا في طلب الحماية يجب معاملتهما بحيث لا يندمـان على قدومهمـا
.""
– Josephus, Life 23


{{ 1 وانحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلمون الاخوة انه ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم ان تخلصوا.
13 وبعدما سكتا اجاب يعقوب قائلا ايها الرجال الاخوة اسمعوني
19 لذلك انا ارى ان لا يثقل على الراجعين الى الله من الامم.
}} ( سفر اعمال الرسل 15: 1 , 19)

إنتهت الهوامش , عودة إلى النص الرئيس :ــــــــــــــــــ


فــحــص الــواقــع :


ما نتعامل معه هو صنفين من التعاليم المختلفة ( و المتخاصمة ) , أحدهما يركّـز على الرسل في مجموعهم ويؤكّـد زعامة بطرس ( و بالتالي الكاثوليكية الرومانية ) , و الصنف الثاني نجمه الرسول بول , رائد اللاهوت العبقري , و مؤسس الكنائس .
و لمن كان يتكلم " بول " ؟
حسنا , كان يتكلم للفرقة التي خسرت المعركة السياسية ـــــ كنيسة مرقيون , الشخص المشار إليه بالتحديد و بالضبط و بالدّقّة كأول " مكتشف" للرسائل في أواسط و أواخر القرن الثاني .

كانت رسائل بول في شكلها الأصلي ( بقلم المرقيونيين ) إثنينية (Dualists)و غنوسطية( Gnostics) زيادة عن اللزوم لتلقى رواجا في" سوق قـدّاس " , فلاهوتها يعتنق الهروب من العالم المادّي . لكنها كانت تزود بحكايات مفيدة عن الرّوح القدس و هو يفعل أفاعيله بين الوثنيين . إن محور اللاهوت البولسي ( المرقيوني ) عن الخلاص الفردي ــ " مبرّر الإيمان " ــ قطع كل الصلات بإرث
يهودي خصوصي , و تخـلّـص من شريعة موسى و قوانينها المزعجة . في البداية , إنزعجت العناصر اليهودية داخل الكاثوليكية , لكن التطورات الجيوسياسية العاجلة جعلت هذا اللاهوت جذابا للغاية .
إن الصراع الذي طال أمده بين الفرق المسيحية المؤيّدة و المناهضة للـ"يهود" في النصف الأول من القرن الثاني إنتهى بعد حرب بار كوخبا 130ــ135 مع ما رافقها من الإزدراء الروماني لكل ما هو يهودي . و في شكل نصف مخبوز , تم عجن صنفي " التعاليم " معا . إن سفر أعمال الرسل هو النصر الكاثوليكي الذي قلّل من حجم بول , و حمل بطل المرقيونيين على البحث عن الآمان في الأرثوذوكسية .

و للتأكيد , كان بول نفسه " ممجّدا " و له فضل في نشاطات تبشرية واسعة النطاق , و يطفح بمعجزات غير مسجلة في الرسائل الرعوية التي كتبها , لكن بول , في القصة الجديدة , لا يكتب رسائل . بل بدلا من ذلك , يقوم بتسليم واحدة منها بطلب من الرؤساء في اورشليم !!
في قصة ضعيفة الفكرة ينتقل " قائد " الرسل من أورشليم إلى روما قبل بول , و يتربـّع هناك على عرش " البابوية " . بول الذي لفقت لمعان نجمه الحملة الصليبية الإنجيلية في القرن الأول سيظل دائما واقفا بصورة سيئة وراء أكتاف شخصية ضعيفة جدا صنعتها الكنيسة في روما , ألا و هو ــ القديس بطرس .

هكذا تمت قولبت بول , بطل الهراطقة , في صورة " الرسول الثالث عشر " و تم إمتثاله داخل المجموع الكاثوليكي . كما تم دمج الكنائس المرقيونية في كنيسة رومانية عالمية و أكبر حجما . و الرسائل المنسوبة إلى بول لم يتم التخلص منها لشعبيتها و فائدتها الزائدة عن اللزوم , بل تمت مصادرتها , و تعديلها من أجل القضية الكاثوليكية , و تمت زيادتها مع إضافة رسائل اخرى ألفتها الكنيسة الكاثوليكية .
هذه الرسائل الرعوية الموجهة إلى الرعاة " أو القساوسة " كبحت جماح رجال الدين المتمردين المستقلين و أكّـدت السلطة الأسقفية . إن الكاثوليكية الوليدة , و هي تتنظم في روما , كان قدماها في الأرض , و رأت أن مجدها المستقبلي في تسوية مع النظام الأمبراطوري . فتلى ذلك الموافقة على الكانون ( الشريعة ) الذي أوصد الأبواب أمام أي إبتداعات لاهوتية أخرى .


بـــول الـمـفـبـرك :

{{ 1 بولس رسول لا من الناس ولا بانسان بل بيسوع المسيح والله الآب الذي اقامه من الاموات .....9 كما سبقنا فقلنا اقول الآن ايضا ان كان احد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن اناثيما(ملعون)......12 لاني لم اقبله من عند انسان ولا علّمته بل باعلان يسوع المسيح. }} ( رسالته إلى غلاطية ) .

كان إسباغ صفة القداسة كاثوليكيا قدر بطلنا بول النهائي. و لكن من أين طلع هذا الرسول الجبّار ؟
إذا كان مرقيون , كما يبدو معقولا , قد إختلق ما سيصبح بول العهد الجديد ليكون رسولا ناقلا لأفكاره الخاصة , فمن المؤكد تقريبا أنه استخدم مادّة روائية من سيرة حياته الخاصة , وخصوصا الصراع على السلطة الذي نشب بينه و بين المجموعة في روما . مرقيون مثل "بول" عرف الحقيقة لوحده بواسطة سـّر غامض ظهر له في رؤية .

كان مرقيون , و هو مالك مراكب من سينوب ( ميناء على البحر الأسود يقع على مسافة 100 ميل من غلاطية ) , يتمتع بإستقلال مالي , و كان قادرا على السفر على نحو واسع. بل وذات مرة قام حتّى بتمويل الكنيسة في روما قبل أن يوقع عليه الحرمان الكنسي و يرجع إلى الشرق . و لا بد انه كان متآلفا مع خطوط السير البحرية و مخاطر البحر البارزة بصورة واضحة في حكاية بول .
لإعطاء لاهوته "تخويلا" إضافيا كان ينبغي أن يسقطه على فترة رسولية مبكرة . و من الممكن أنه إختار إسم بول ( الذي يعني , صغير , بسيط , متواضع ) كإنعكاس لموقفه الخاص .

بعد أن استولت الكاثوليكية على ما فبركه مرقيون , لا بد و ان الروائيين في روما قد لجؤوا إلى أعمال يوسيفوس , الكتب متعددة الأغراض للمسيحيين , من اجل مادة إضافية . و هناك لم يجدوا واحد بول , بل وجدوا واحد شاول , أرستقراطيا هيروديا شرس الطّباع . هذه المادّة الإضافية تحوّلت إلى نواة مقدمة حكاية بول , أي قصة حياته في " الدين اليهودي " .
وإن حياة يوسفوس فلافيوس نفسها قد تمّ استغلالها : فصول من سيرة المؤرخ اليهودي يتردد صداها بصورة ملاصقة لقصة " بول ", خاصّة قصة غرق السفينة في الطريق إلى روما .

يوسيفوس لم يكن مؤرخا فقط . فقد عيّـنه رئيس الكهنة حنانيا قبل الحرب حاكما لمقاطعة الجليل , مع أوامر بقمع " إضطهاد" الحركات الراديكالية , و من العصابات التي تعامل معها في طبرية و حولها , كانت هناك عصابة يقودها زعيم يدعى .... يـسـوع .

"و هكذا يسوع بن صفياس [ رئيس القضاة في طبرية ] أحد الذين ذكرناهم كقائد للفتنة التحريضة لبحارة و ناس فقراء منعنا , و أخذ معه بعض الجليليين و احرق القصر بكامله بالنار ..... يسوع و عصابته ذبح كل اليونانيين الذين كانوا يقيمون في طبرية , كما فعل بكثيرين آخرين من اعدائه قبل بداية الحرب.. "
– Josephus, Life 12.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق